لا يعني ضمان رئيس الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو تكليف خامس اليوم (الأربعاء)، أن مهمته لتشكيل الحكومة ستكون ميسّرة، على الرغم من توصية الغالبية المطلقة في "الكنيست" بتكليفه.
ومن المرتقب أن يُبلغ رئيس الكيان الإسرائيلي رؤوفين رفلين، نتانياهو بالتكليف بتوصية 65 نائباً في "الكنيست" من أحزاب اليمين من بين 120 نائباً.
لكن، في الأفق، ألغاماً عدّة تُهدّد التأليف، وهي شروط وشروط مضادة بين أحزاب اليمين، التي هو بحاجة إلى أصواتها جميعاً، لضمان 61 مقعداً في "الكنيست" باستثناء "كولانو" الذي يتمثل بـ4 مقاعد لا تؤثر على الثقة.
وتبرز في طليعة العقد الشروط التي وضعها رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، الذي كان قد قدّم استقالته من حكومة نتانياهو، بعد الخلاف على موافقة الأخير على التهدئة مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، حيث يُصرّ على رفض هذه التهدئة.
وأيضاً إصرار ليبرمان على "قانون التجنيد" وأن توصية حزبه بتكليف نتناياهو، لا تعني منحه الثقة إذا لم تتبنَ الحكومة قانوناً يُلزم الحريديين بالخدمة العسكرية مثل العلمانيين، وهو ما ترفضه كتلة "يهدوت هتواره" الحريدية، التي أصبحت تتمثل في الكنيست بـ 8 مقاعد.
وهذا يعني أن نتانياهو كـ "بالع الموسى"، وإذا فشل بتأليف الحكومة، يعني ذلك أن احتمال التوجه إلى انتخابات جديدة أمر وارد، وهو ما سيعمل على تداركه خلال المشاورات التي سيجريها مع الكتل في "الكنيست" بعد تكليفه رسمياً، وأمامه مهلة 42 يوماً.
في غضون ذلك، ما زالت الإدارة الأميركية تطلق "بالونات الاختبار" بشأن "صفقة القرن"، والتي نفذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الكثير من عناوينها قبل الإعلان عنها.
وتحدّث مبعوث الولايات المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، عن خطة السلام الأميركية لحل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني "صفقة القرن"، مؤكداً أن "الإدارة الأميركية لن تكشف عن تفاصيل خطة السلام مسبقاً".
وقال في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "لقد عملنا بجد لصياغة ما نعتقد أنه خطة عادلة وواقعية قابلة للتنفيذ، والاتفاقات العادلة تتطلب تنازلات، فقط الأطراف نفسها يُمكنها حل النزاع، ونعتقد أن خطتنا يُمكن أن تساعدهم على القيام بذلك".
وأضاف غرينبلات: "السفارة الأميركية في "إسرائيل" وجاريد كوشنر وأنا، نقدر بصدق كل الاهتمام بجهود السلام التي بذلناها على مدار العامين الماضيين، لكننا لن نكشف عن تفاصيل الخطة في القريب العاجل".
ورأى أن "استمرار التكهنات لا يخدم أحداً ويضر بالجهود، نرجو منكم إيقاف لعبة التخمين".
من جهته، نفى البيت الأبيض ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، أمس الأول (الاثنين)، حول "صفقة القرن"، والتي جاء في تقريرها أنها "لا تشمل قيام دولة فلسطينية مستقلة".
وجاء في تقرير "واشنطن بوست"، إن "صفقة القرن" لحل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني ستشمل طرق عملية لتحسين حياة الفلسطينيين، إلا أنها لا تشمل دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة".
وذكرت "واشنطن بوست" أن "البيت الأبيض يُخطط لعرض الخطة في ربيع هذا العام، أو على أقصى تقدير في الصيف"، علماً بأن مصادر في واشنطن أكدت أن الإدارة "لا تزال تدرس مجموعة من الاحتمالات".
في غضون ذلك، وعلى الرغم من الحديث عن الهدوء على حدود قطاع غزة، إلا أن قوات الاحتلال واصلت الاستعدادات لأي مواجهة قد تندلع في أي لحظة ضد الفصائل الفلسطينية في غزة.
فقد أعادت قوات الاحتلال، أمس (الثلاثاء)، نشر بطاريات القبة الحديدية في مناطق غلاف قطاع غزة.
وتشهد الحدود الشرقية للقطاع، حالة من التوتر الشديد، إثر المواجهات العنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، في إطار فعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار، التي أتمت الأسبوع الثاني من العام الثاني لانطلاقتها.
وتعزيزاً للاستيطان في الضفة الغربية، كثفت قوات الاحتلال من مصادرة المزيد من أراضي المواطنين لخدمة المستوطنين المتطرفين.
فقد أقدمت ما يسمى "الإدارة المدنية"، أمس، على تحويل مئات الدونمات الزراعية إلى محمية طبيعية في المنطقة الشرقية من خربة يانون - جنوب نابلس.
ولوحظ أن هدف الاحتلال هو مصادرة الأراضي، تحت مسميات مختلفه، وهذه المرة كان محميّة طبيعة، حيث طالبت المواطنين بمنع دخول هذه المناطق.
إلى ذلك، وقعت مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين في أكثر من منطقة في الضفة الغربية.
وخلال مواجهات وقعت بين الشبان وقوات الاحتلال في بلدة حزما - شرق القدس المحتلة، أصيب طفل (13 عاماً) بالرصاص الحيّ في الركبة، ونقل إلى عيادة بلدة حزما، ثم نقلته سيارة إسعاف إلى "مستشفى رام الله الحكومي" لدقة إصابته.
وأغلقت قوات الاحتلال مدخلي البلدة، ومنعت خروج ودخول المركبات، وأطلق الجنود الرصاص الحـيّ بكثافة نحو الشبان، بعد اقتحامها، واعتقال شاب، وهدم 3 مشاتل زراعية مقامة على مدخل البلدة، ومصادرة 200 ألف شيكل من داخل أحد محطات الوقود، كما تم توزيع إخطارات هدم لعدد من المنشآت.
كذلك أصيب شابّان بجراح، خلال مواجهات عنيفة بين أهالي قرية المزرعة الغربية - شمال رام الله وقوات الاحتلال، نُقلا إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأصيب شاب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط بصدره، فيما أصيب آخر بقنبلة غاز في الظهر.
واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال القرية، ودارت مواجهات عنيفة بين القوة المهاجمة وشبان القرية، الذين حاصروا قوات الاحتلال في منطقة عين حراشة، وأمطروهم بالحجارة.
وحشدت قوات الاحتلال أعداداً كبيرة من قواتها عند مدخل القرية الشمالي بالقرب من شارع نعلان، تمهيداً لاقتحام القرية.