لفت وزير الصحة العامة جميل جبق، إلى "أهمية تعزيز المعرفة حول التوحد وما يتعلق به لجهة الإصابة والكشف المبكر"، منوّهًا إلى أنّه "يمكن اختصار تعريف المرض بأنّه: مرض الاضطراب النفسي الّذي يؤثّر على قدرة اتصال وتواصل الطفل مع المحيط".
وبيّن خلال مشاركته لمناسبة اليوم العالمي للتوعية من اضطراب طيف التوحّد، في ندوة علمية انعقدت تحت عنوان "التشخيص والتدخل المبكر لاضطراب طيف التوحد"، وذلك بالشراكة مع "مؤسسة الهادي للإعاقة السمعية والبصرية واضطرابات اللغة والتواصل"، واللجنة التنسيقية للتوحد، أنّ "بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية فإنّ طفلًا واحدًا مصاب من بين كلّ 160 طفلًا، أمّا آخر الإحصاءات عام 2017 فيشير إلى ارتفاع النسبة إلى واحد على ستين طفلًا/ وهي نسبة جد مرتفعة".
وأوضح جبق أنّ "بحسب الأمم المتحدة، فإنّ نحو 70 مليون شخص (من مختلف الفئات العمرية) مصابون بالتوحّد في العالم، ومعدّل انتشار اضطرابات طيف التوحد يزداد باضطراد"، مركّزًا على أنّ "من أبرز صعوبات المرض عدم اكتشافه مبكرًا لغياب الملامح والعوارض. لذا، تقع المسؤولية على الاهل لمراقبة العوارض مبكرا والقيام بالكشف المبكر".
وشدّد على جملة أمور أساسية تهدف إلى تعزيز الوقاية والتخفيف من حدة الإصابة، وهي:
1- الدور الأساسي للأهل في مراقبة الطفل وما يظهره من عوارض بما يؤدّي إلى الكشف المبكر، إضافة إلى الفحص السريري الّذي يقوم به طبيب الطفل حيث من المفترض أن يحدّد الطبيب عوارض التوحد بسهولة مع تجاوز الطفل أشهره الأولى.
2- دور طبيب الأطفال من ثمّ الطبيب المختص، لتقدير حجم ودرجة خطورة الاضطرابات في المهارات الاجتماعية واللغوية والسلوك.
3- دور ومسؤولية وزارة الصحة العامة الّتي تقوم عبر دوائرها بتعزيز الوقاية والتوعية والعلاج، وتتلخّص مهمّتها بتقديم خدمات استشفائية لهؤلاء الأطفال 100% بشكل مباشر أو بالتعاون المؤسسات المتعاقدة معها.
4- مسؤولية وزارة الشؤون الإجتماعية في التصدّي وتبنّي معالجة الحالات وتأهيلها ودمجها بالمجتمع.
5- مسؤولية وزارة التربية الّتي يقع على عاتقها دور أساسي لا بدّ من القيام به".
وذكر جبق أنّ "هذه الأدوار لن تؤديّ المطلوب منها، إلّا بتحقيق التالي: أوّلًا تعزيز ثقافة الوعي لدى المواطنين، وثانيًا المراقبة والمواجهة المبكرة للمرض للحدّ من تأثيره على الأطفال وتفاقمه".
كما أكّد جبق أنّه "أصبح بمقدورنا التصدّي لهذا المرض عبر العديد من المراكز المتخصّصة في لبنان الّتي يتعاقد معظمها مع كلّ من وزارة الصحة العامة ووزارة الشؤون الأجتماعية، الّتي ساهمت في دعم الأطفال الّذين يعانون من هذا المرض. وهناك العديد من العلاجات يمكن اختصارها، منها: العلاج السلوكي (Behavioral Therapy) وعلاج أمراض النطق واللغة، العلاج التربوي التعليمي العلاج الدوائي والعلاجات البديلة (Alternative Medicine) مثل اعتماد أنظمة غذائية محددة وعلاجات إبداعية مستحدثة".
وتخلّل الندوة جولة قام بها جبق على معرض رسومات لتلاميذ في "مؤسسة الهادي" يعانون من التوحد.