اكتشف علماء الفلك من المرصد الجنوبي الأوروبي (ESO)، في آب 2016، كوكبا خارج المجموعة الشمسية في نظام "بروكسيما سنتوري" المجاور. وشكل الاكتشاف أخبارا مثيرة للغاية بالنسبة لعلماء الفلك، باعتباره كان أقرب كوكب صخري إلى نظامنا الشمسي، والذي يدور داخل المنطقة النجمية الصالحة للعيش. ومنذ ذلك الحين، أجريت دراسات متعددة لتحديد ما إذا كان هذا الكوكب داعما للحياة بالفعل، ولسوء الحظ، أشارت معظم الأبحاث التي أجريت حتى الآن، إلى أن احتمال القابلية للسكن عليه ليست جيدة.
ومع ذلك، أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من معهد كارل ساجان (CSI)، كيف يمكن أن تكون هناك فرصة للحياة على الكواكب الموجودة في نظام "بروكسيما سنتوري".
وأجريت الدراسة الجديدة، بواسطة الباحث المشارك جاك أومالي جيمس، وليزا كالتنجر، مديرة معهد كارل ساجان بجامعة كورنيل. وأعاد العلماء فحص البيانات المستخدمة لتحديد موقع "بروكسيما بي" في المنطقة الصالحة للعيش، وقاموا بمعالجتها بطريقة مختلفة بعض الشيء، وأزالوا الإشارات القادمة من الكوكب وكذلك النشاط النجمي المجاور، ثم أضافوا قياسات بواسطة مطياف "HARPS" الذي تم تركيبه في تلسكوب مرصد "La Silla" في تشيلي، على مدار 549 يوما.
ورصد الباحثون إشارات تدل على وجود كوكب ثان خارج المجموعة الشمسية، يدور حول أقرب نجم إلى الشمس، يسمى "بروكسيما سي"، في المنطقة النجمية الصالحة للعيش.
وتقول الدراسة إن "بروكسيما سي" يقع على بعد 1.5 مرة من المسافة بين الأرض والشمس، ويعتقد العلماء أنه يستغرق نحو 1900 يوما أرضيا لاستكمال مداره، ما يجعله مكانا باردا. ويعرف نظام "بروكسيما سنتوري" بأنه نجم قزم أحمر أصغر بكثير وأخف من شمسنا. وفي الأساس، تعد الأقزام الحمراء الأجسام الأكثر شيوعا في الكون حيث تمثل 85% من النجوم في درب التبانة لوحدها. كما أن الأقزام الحمراء تعيش عمرا أطول يمكن أن يستمر تريليونات السنين، وبالتالي فإنها تبدو النجوم الأكثر احتمالا لاستضافة أنظمة الكواكب الصخرية.
ومع ذلك، فإن النجوم القزمة الحمراء تقدم أيضا الكثير من العوائق أمام قابلية السكن، أهمها طبيعتها المتغيرة وغير المستقرة، فضلا عن أنها عرضة للانفجار. وتطلق هذه النجوم الكثير من الأشعة فوق البنفسجية عالية الطاقة والتي تضر بالحياة.وهذا يضع قيودا كبيرة على قدرة أي كوكب يدور حول نجم قزم أحمر على خلق حياة أو البقاء صالحا للعيش لفترة طويلة.
ولم يتأكد العلماء فعليا من وجود "بروكسيما سي"، لكن اكتشافه جاء استنادا إلى مجموعة البيانات ذاتها التي استخدمت في اكتشاف "بروكسيما بي" لأول مرة. ويشير العلماء إلى أن "بروكسيما سي" ليس سوى مرشح جديد حاليا لاستضافة الحياة، ويجب إجراء المزيد من الدراسات قبل أن يطلقوا عليه اسم "كوكب" بشكل رسمي.