دعا البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الراعي الى تحديث قانون 1949 بحيث ينتقل مفهوم السجن من مكان للعقاب إلى مركز للإصلاح والتأهيل. ونأمل أن تستبدل تسمية "سجن" "بمركز الإصلاح والتأهيل، والى تأمين مكان في كل سجن كي يمارس السجناء شعائرهم الدينية بحرية وكرامة. وطالب بالحد من التعذيب في بعض أماكن التوقيف والسجون، وتحسين الأوضاع الطبية والصحية والغذائية، وتفعيل دور الوزارات المعنية. وشدد على ضرورة إيجاد حل لمشكلة الاكتظاظ الخانقة في السجون وقصور العدل ومراكز التوقيف.
ودعا الراعي خلال ترؤسه رتبة الغسل في يوم خميس الأسرار في سجن روميه، لاصدار عفو خاص للمصابين بأمراض عضالية أو إعاقات جسدية جسيمة والعاجزين عن الاعتناء بأنفسهم، وتحويل المصابين بالأمراض العقلية والنفسية إلى أماكن علاجية متخصصة، مع ما يلزم من حماية، وإيجاد حل جذري للسجناء الأجانب المخالفين للقوانين. ورأى انه بالنسبة إلى السجين غير المكرر الذي يطلق سراحه، كم نرجو عدم ذكر "حكم عليه" على سجله العدلي، لكي يتمكن من إيجاد عمل وينعم بالثقة.
وطالب الراعي بتعديل قانون المخدرات للتمييز بين عقوبة المروج والتاجر والمتعاطي، آملا ان تطال الملاحقة في هذا المجال النافذين الذين يحمون هذه التجارة والإسراع في المحاكمات، وتفعيل المعونة القضائية. واكد ضرورة إعداد كوادر بشرية متخصصة لإدارة السجون.
وعلى الصعيدين الإداري والمالي، دعا الى وضع السجناء الأحداث في إصلاحية، لا في السجن، من أجل إعادة تأهيلهم وتربيتهم. وتأمين العناصر والآليات لمواكبة السجناء في الانتقال إلى جلسات المحاكمة في مواعيدها، والا فالتأجيل والتأجيل، ولفت الى اهمية الدورات التدريبية والتأهيلية للضباط والرتباء والعناصر والأطباء والممرضين والعاملين في السجون، وتنظيم عمل الهيئات والجمعيات في السجون. كما دعا لإيجاد مصادر تمويل للسجون.
ولفت الراعي الى اننا اعتدنا أيضا أن نحتفل بعيد خميس الأسرار، معكم في سجن روميه، وفي خاطرنا وصلاتنا كل السجناء في مختلف أبنيته وكل السجون على أرض لبنان، في مختلف المناطق، بل جميع السجناء من رجال ونساء وأحداث. اضاف "نحن هنا لنعرب عن قربنا منكم بالصلاة، عن تضامننا معكم في آلامكم الحسية والمعنوية، وعن تهانينا بعيد الفصح المجيد، عيد موت المسيح لفدائنا، وقيامته لتقديسنا. لكن هذا القرب والتضامن ليسا مرة في السنة، بل هما متواصلان بشكل دائم من خلال المرشدية العامة للسجون التي تمثل مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، والتي تعمل على تخفيف وجعكم وبلسمته، وتقف على حاجاتكم، وتطالب بها لدى المسؤولين".