أشار الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأب العام نعمة الله الهاشم خلال ترأسه رتبة سجدة الصليب في جامعة الروح القدس إلى انه "أمام الصليب المعلق عليه يسوع، فكرُنا غالبا ما يتخبط في الضياع أمام هذا المشهد فيفضل البعض منا صرف النظر عنه للتركيز على الحياة خصوصا من ناحية الانجاز والنجاح، والمتنحين عن التأمل في الصليب يعودون ويصطدمون في واقع مرير". وأضاف "نكتشف من خلال الصليب واقعية حياتنا، فعند الصليب تخلى جميع من كانوا مع يسوع عنه،حتى الارض تخلت عنه وجل ما قبلت به ان يغرس صليبه بها، ووجد ان المكان الوحيد الذي بقي له للتوجه إليه هو السماء، صرخ عندئذ صرخة البائس قائلا الهي الهي لماذا تركتني،من هناك أيضا لا جواب تسمعه الآذان وتراه العيون".
ولفت إلى انه "نحن نرى نفسنا أحيانا في صورة المسيح ونرى آخرين أحيانا في هذه الحال ونرى آخرين يلبسون زي الظالمين وقد نلبس نحن أحيانا أخرى هذا الزي"، وقال: "كم عنف يضرب مستضعفين، كم حرب تقرع طبولها فتطرح الانسان في الشارع قتيلا وجريحا ومشردا وكأن الحالة الانسانية نزعت من مفتعليها ومن متلقيها وتطول لائحة الآلام هذه".
وأوضح ان "حالة الصليب حياة يعيشها كثيرون ليست فقط صورة يحيط العقل والفطر بجوانبها إنها واقع يطال كل انسان من دون استثناء مباشرة أو غير مباشرة"، لافتا إلى ان "الألم وعنف الظالم هما رفيقا الحالة الانسانية"، مشيرا إلى ان "المسيح يفهمنا ان موقف كل مؤمن منا ضروري لننهض جميعنا بعضنا مع بعض"، داعيا إلى "تحمل هذه المسؤولية الجسيمة لينهض لبنان".
وقال: "عيلنا ان يفحص كل منا ضميره، عن كمية الخير الذي شهد له وزرعه في محيطه قبل ان نشير إلى بعضنا البعض بأصابع الاتهام، وهذا الموقف هو الموقف الأول في درب مكافحة الفساد في مجتمعنا".
وأكد ان "المسيح يفهمنا ان مظهر الحياة لا يعبر عن جوهرها، ان الله محبة هذا هو جوهر الحياة، ها هو نجاحها وهذا هو انجازها فلنفرحن بكل انجاز وبكل نجاح، ولنعلم ان النجاح ليس بنجاح إلا إذا كان دائما ولا ديمومة إلا مع الدائم الوحيد أي الله"ز
وتوجه إلى الرئيس ميشال عون بالقول: "أتوجه اليكم شاكرا اياكم على حضوركم بيننا، ونتمى نجاح عهدكم، انه العهد الذي قطعتموه تجاه شهداء لبنان أي الوعد باكمال المسيرة من أجل غد أفضل في لبنان الوطن الذي استشهدوا من أجل أن يبقى ومن أجل أن يعيش فيه أهلهم بكرامة، نرافقكم بصلاتنا من أجل ان تنجح مسيرة الخير في عهدكم وأن يشعر كل لبناني بفرح الحياة".