أعلن لقاء رؤساء الكنائس الأرثوذكسية في الشرق الأوسط، أنّ "رؤساء الكنائس الأرثوذكسية: بطريرك الإسكندرية ثيوذوروس الثاني، بطريرك أنطاكية يوحنا العاشر، بطريرك أورشليم ثيوفيلوس الثالث، رئيس أساقفة قبرص خريسوستموس الثاني، التقوا في مقر رئاسة أساقفة قبرص. ورفعوا في لقائهم الصلاة من أجل أن يعمّ السلام في كل العالم، ومن أجل ثبات الكنائس المحلية المقدسة، وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تمر في محن كثيرة".
وأوضح في بيان، أنّ "رؤساء الكنائس المذكورين ابتهلوا إلى الله من أجل أن يثبّت شعوب هذه المنطقة ويقوّيهم، لكي يستمرّ المؤمنون في شهادتهم الأرثوذكسية للمسيح القائم من بين الأموات، لاسيما في الأرض المباركة الّتي وطئتها أقدام المسيح ورسله القديسين المجيدين، وفي كلّ المسكونة العطشى لرسالة الإنجيل والمترقبة لرجاء خلاصه".
وبيّن اللقاء أنّ "المجتمعين شدّدوا على الحاجة إلى بذل أقصى الجهود لكي ينعم الشرق الأوسط بالاستقرار، فتباحثوا بأهمّ المسائل الكنسية الّتي تتعلّق بتثبيت الوجود المسيحي في هذه المنطقة، وتعميق التعاون بين الكنائس المحلية من أجل هذه الغاية. وناشدوا أصحاب الشأن "كي يعملوا بجدّ لتنمية هذه المنطقة برفع الظلم الّذي تعاني منه شعوبها نتيجة الحروب والاحتلال والضائقة الاقتصادية الّتي تسبّبها".
وذكر أنّ "في لقاء على انفراد جمع بين بطريرك أنطاكية وبطريرك أورشليم، تمّ خلاله التباحث بروح صدق وأخوة ومحبة، تبادل البطريركان مختلف وجهات النظر حول المسألة الّتي تشغل الكنيستين، وعبّرا عن عزمهما الصادق ونيّتهما الصالحة بأن يتمّ تجاوز هذه المشاكل في القريب العاجل، كي تصل الكنيستان إلى الشركة الإفخارستية المبتغاة".
وركّز على أنّ "علاوة على ذلك، تباحث رؤساء الكنائس الأرثوذكسية في الشرق الأوسط في مختلف المشاكل الكنسية الّتي نشأت من وقت إلى آخر في أحضان الكنيسة الأرثوذكسية، وتدارسوا بشكل خاص سبل إنهاء هذه الخلافات. وتوقّفوا أيضًا عند المشاكل التي ظهرت بعد منح الإستقلال الذاتي للكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا".
كما نوّه اللقاء إلى أنّه "بعدما أطلعهم رئيس أساقفة قبرص خريسوستموس على مبادرته الشخصية للوساطة، أيّد رؤساء الكنائس الثلاثة مبادرته كي يتابعها لما فيه خير وحدة الكنيسة الأرثوذكسية في المسيح يسوع. في هذا الجو، دعا المجتمعون جميع المعنيين إلى "العمل، من ناحية أولى، من أجل تحقيق الوحدة الإفخارستية، الّتي تشكّل كمال الكنيسة في المسيح يسوع. ومن ناحية أخرى من أجل حماية المؤمنين وكنائسهم وأديرتهم من التعديات ومن كلّ أعمال العنف، من أيّ جهة أتت، ومهما كانت أسبابها ودوافعها".
وأفاد بأنّهم "عبّروا عن حزنهم في ما يتعلّق بعدم اكتراث الدول ومراكز القوة في هذا العالم بمصير مطراني حلب بولس يازجي ويوحنا ابراهيم، مشيرين إلى أنّ الذكرى السنوية السادسة على اختطافهما تصادف في مطلع الأسبوع العظيم المقدس لهذا العام".
إلى ذلك، أشار إلى أنّ "بعدما أكّد رؤساء الكنائس المجتمعون رغبتهم وتصميمهم على متابعة التواصل والعمل المشترك لما فيه مصلحة الكنيسة، شدّدوا على أّن الآراء يمكن أن تتباين، لكن الكنيسة الأرثوذكسية تبقى واحدة ومشرقة بنعمة ربنا الإله المتجسد، متابعة لمسيرتها الخلاصية في هذا العالم".
وكشف أنّهم "ختموا لقاءهم برفع الصلوات القلبية إلى ربنا وإلهنا يسوع المسيح الّذي تألّم من أجلنا، كي يضمّد سريعًا جراحات شعوبنا بنعمته الإلهية المحيية، ويضيء بنور قيامته المجيدة الّذي لا يغرب قلوب جميع المؤمنين، ويقودنا جميعا إلى السلام والهدوء الروحي، ويحفظنا في وحدة الإيمان ورباط المحبة"، متمنّين للجميع "قيامة مجيدة".