أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة ألقاها خلال ترأسه رتبة سجدة الصليب في بكركي إلى ان "موت المسيح الذي "أسلم ذاته له من أجل خطايانا"، حدث تاريخي سمعنا روايته بحسب الإنجيليين الأربعة متى ومرقس ولوقا ويوحنا، وفيما كنا نصغي خالجت نفس كل واحد وواحدة منا كلمة بولس الرسول: "أحبني وجاد بنفسه من أجلي. فلنبطل نعمة الله. فما أنا أحيا بعد ذلك، بل المسيح يحيا في" (غلا2: 20-21)".
وأضاف "أصغينا إلى روايات الإنجيليين، وكنا في حال تتلمذ للمسيح المعلم والفادي. فأكمل دستور الحياة المسيحية الذي أعلنه على جبل التطويبات بسبع أمثولات من جبل صليبه تشكل نهج الحياة المسيحية: أولا، غفران الإساءة هو ذروة المحبة: "يا أبت إغفر لهم، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون" (لو34:23). ثانيا، الأبوة والأمومة الروحية الشاملة تنبع من الألم الشخصي مثل أمومة مريم العذراء للبشر أجمعين: "يا إمرأة هذا ابنك، يا يوحنا هذه أمك" (يو19: 56-27). ثاثا، التوبة على مثال لص اليمين هي باب الخلاص: "أذكرني، يا سيدي، متى أتيت في ملكوتك! اليوم تكون معي في الفردوس" (لو23: 42-43). رابعا، اختبار صمت الله في الضيق ومناجاته بثبات الرجاء وروح البنوة، على مثال يسوع: "إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟!" (متى46:27). خامسا، العطش إلى المحبة والرحمة والعدالة بوجه كل شر: "أنا عطشان" (يو28:19). سادسا، إتمام الغاية من الحياة كما يريدها الله لنستطيع أن نقول في مساء الحياة: "لقد تم كل شيء" (يو30:19). سابعا، تسليم وديعة الحياة للآب الذي خلقها: "يا أبت، بين يديك أستودع روحي" (لو46:23)".
وقال: "عندما نسير في زياح نعش المسيح، نأخذ القصد بأن نقتدي بمحبته وتفانيه، هو الذي جاد بنفسه لأجلنا قربانا وذبيحة لله مرضية" (أفسس12:5). وفيما نقبل صليب فدائنا، نقر بأننا أسأنا إلى الفادي الإلهي، وطعنا حبه برمح خطايانا وشرنا. ونلتمس من رحمته اللامتناهية الغفران ونعمة القصد بعدم الرجوع إليها". وأضاف "من أمنا السماوية مريم العذراء، التي حزنت حزنا عميقا على موت ابنها يسوع، وتحزن لكل ألم يعيشه أبناؤها وبناتها على وجه الأرض، نلتمس أن تستمد لنا من الفادي الإلهي نعمة الثبات في مقاصدنا الصالحة، والوصول إلى ميناء الخلاص بنعمة ربنا يسوع المسيح، فنموت عن حال الخطيئة بتوبتنا، ونقوم بنعمة قيامته لحياة جديدة. فنستحق أن نهتف: المسيح قام! حقا قام!"