أكّد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، "أنّنا لا نزايد على أحد في لبنان، ولكنّنا نُعرّف حقوقنا للآخرين، وكذلك لم نعتدي على أحد في الداخل أو أخذنا وظائف ليست لنا، ولا نطالب بحقوق ليست من حقّنا، وإنّما نطالب بأن نكون شركاء في هذا الوطن في الحقوق والواجبات، لأنّه لنا مثل الّذي لهم، وعلينا مثل الّذي عليهم".
وشدّد خلال رعايته، احتفالًا جماهيريًّا حاشدًا أقامه "حزب الله" في حسينية بلدة كفردونين الجنوبية، بمناسبة ذكرى "منقذ البشرية الإمام المهدي المنتظر"، على أنّ "من غير المسموح أن نمسّ بجيوب الموظفين والفقراء عندما نريد أن نقوم بإصلاح وخفض العجز في الموازنة، ونترك وننسى في المقلب الآخر السرقة والنهب واللصوصية والهدر والفساد الّذي تمّ خلال عقود من السنوات، الّتي مُلأت فيها جيوب الكثيرين ممّن ساسوا البلاد في تلك الفترة".
وأوضح رعد أنّ "عليه، فإذا فكّر أحد أن يحمّل العبء على ذوي الدخل المحدود والفقراء من عمّالنا وموظفينا وآبائنا وإخواننا وأصحاب الأسر المستورة في هذا الوطن، فإنّه يؤدّي بذلك إلى خراب في البلد، وبالتالي على البعض أن يفتّش عن موارد أُخرى. وعندما يفعلون ما يجب عليهم أن يفعلوه، سيجدون أنّ الموظفين الفقراء سيساهمون أيضًا في إصلاح الوضع الاقتصادي، وخفض العجز في الموازنة".
وركّز على "أنّنا في وضع اقتصادي مرّ لا نُحسد عليه في هذا البلد، ولذلك فإنّ المطلوب رغم كلّ مرارتنا والأذى الّذي يلحق بأناسنا، أن نثبت أننا شركاء في هذا الوطن، ونتحمل مسؤوليتنا في معالجة الوضع الاقتصادي، وتصويب وضع الموازنة والوضع النقدي في هذا البلد، ولكن لا يمكننا أن نبقى نعمل على التصويب، وغيرنا يذهب ويعمل في مكان آخر، وبالتالي علينا نقرّ الخطط معًا، ولكن نفترض أن يكون البعض نزيهين وشفافين وحريصين على المال العام في تطبيق الخطط".
وأعرب عن أمله أن "تحصل التغذية بالكهرباء للبنانيين في كلّ المناطق خلال سنوات قليلة بنظام 24/24 ساعة، بعد إقرار خطة الكهرباء، ولكن الّذي يريد أن يلتزم الكهرباء عليه أن يكون صبورًا تجاه المواطنين"، منوّهًا إلى أنّ "الكهرباء ليست امتيازًا لأحد، وإنّما هي حقّ لكلّ المواطنين. وعليه، لا يحقّ لأحد أن يرفع سعر فاتورة الكهرباء من الآن، لأنّ الكهرباء لا تصل بالشكل الصحيح، فعندما يرى المواطن أنّ الكهرباء أصبحت تأتي بشكل منتظم ودائم، عندها يشعر بأن عليه واجبًا يجب أن يؤدّيه، وعندما تكون هناك مبادرات يقوم بها أصحاب النوايا السليمة والغايات الوطنية، سيلقى الجمهور الّذي يواكبه ويعينه ويساعده على تحقيق هذه المبادرات".
من جهة ثانية، ذكر رعد أنّ "كلّ ما نشهده الآن بدءًا من قرار نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، مرورًا بالاعتراف بالقدس عاصمة أبدية للكيان الإسرائيلي، وإعلان السيادة الإسرائيلية على الجولان السوري، والوعد بأنّ بعد شهر رمضان سيعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "صفقة القرن"، وصولًا إلى ما يجري في السودان والانكفاء المصري، والهدوء والصمت والتواطؤ الّذي يحدث بين دول الخليج والكيان الصهيوني، والحصار الّذي يُفرض على إيران، هو من أجل أن تكون إسرائيل هي قطب الرحى في هذه المنطقة بعد المصالحة التاريخية الّتي يسوّق لها ترامب وإدارته في المنطقة، والّتي يريد أن يعلن عنها بعد شهر رمضان المبارك".
وبيّن "أنّنا معنيّون بأن نتصدّى لهذا المخطّط، لأنّه يستهدف وجودنا في الحقيقة، فهم لم يستخدموا التكفيريّين الإرهابيّين في سوريا من أجل إسقاط سوريا فقط، وإنّما أرادوا الوصول إلينا، لأنّنا الشعب الوحيد الّذي قال "لا" لطغيانهم ولا لغزوهم واحتلالهم، ورفض الخضوع لإرادتهم ومشاريعهم".
وأفاد بأنّ "لذلك، إنّ هذه المقاومة والإرادة والصلابة في الموقف، تحتاج إلى ليّ ذراع، فحاولوا سحق وجودنا إبّان الاحتلال ففشلوا، وشنّوا حربًا علينا في العامين 1993 و1996 وفشلوا، من ثمّ حصل التحرير وخرج الإسرائيلي ذليلًا مندحرًا من دون اتفاقيات وشروط يمليها علينا، وبقيت يدنا هي العليا. وحاول أن يستعيد المبادرة ويسحق وجود المقاومة والبيئة الحاضنة لها في عام 2006، فلقي الهزيمة النكراء، وتزلزل كل الكيان، وتصدّع بنيانه العسكري والأمني، وانفقدت الثقة بين الجمهور من جهة، والقيادات السياسية والأمنية والعسكرية من جهة أخرى في إسرائيل".
ولفت إلى أن "الولايات المتحدة الأميركية ومن معها يخطّطون لإسقاط روح المقاومة، حتّى لا يبقى هناك مانع من عقد "صفقة القرن" الّتي يسوقون لها، وذلك من خلال العمل على إخضاعنا بالحصار الاقتصادي، وتجويعنا وفرض الشروط على سيادتنا، وبقطع أي صلة تربطنا بين هذه المنطقة وتلك، وبين هذا البلد وذاك".
وأوضح رعد أنّ "صفقة القرن" تعني إلغاء الهوية العربية والوجود المقاوم لإسرائيل، وإذلالًا يلحق بكلّ الأنظمة الّتي توقّع على هذه الصفقة، وعليه، فإنّ الله وحده يعلم كم هي الفوضى الّتي ستسود في بلدان العالم العربي الّتي ترتضي مثل هذه الصفقة، لأنّ مشروع الأعداء والظالمين، هو مشروع بلبلة وإحداث فوضى، وتآمر وسحق وعدوان على الإنسانية والبشرية في هذه المنطقة".