لفت الأب سليم الحداد خلال رتبة دفن المسيح في كنيسة يوحنا فم الذهب للروم الملكيين الكاثوليك، في طريق الشام، الى ان اليوم في جناز المسيح تعبير عن قولنا ان المسيح هو الله ونحن نطيعك ونريد ان نتبعك حتى الموت على الصليب ، مشيرا الى ان الذي نمارسه للمناسبة في طقوسنا وعاداتنا هو تعبير عن محبتنا وطاعتنا للمسيح والذي صلب لانه اطاع الاب ولانه كان يسير في النور ويشهد للنور ولم يساوم على الحق ما كلفه الموت على الصليب، ولذلك ما نعبر عنه اليوم ليس فقط عاطفي بل حقيقة نعيشها يوميا في حياتنا فنسجد يوميا لالام المسيح ونعيش مع آلامه، ولذلك المطلوب منا ان نفعل مشيئته حتى لو كلفنا ذلك الصلب، داعيا الى ان نتبع تعاليمه كي لا تبقى كلماتنا جميلة فقط وخالية من معانيها الروحية".
وأكّد الحداد ان محاربة الفساد في لبنان التي بدأت اليوم هي اساس المسيحية ، فعندما نسجد لالام المسيح يعني ذلك اننا لن نفسد ولن نزن ولن نسرق ولن نقتل وحينها محاربة الفساد تصبح سهلة، موضحا ان الجميع شارك في صلب المسيح رجال دين ومدنيين، وهم اجمعوا على قتله لانه ازعجهم، ونحن اليوم نشترك بطريقة ما بصلبه حين نرفض ان نطيعه واذا اردنا ان نكرم المسيح فلنحارب الفساد، والذي هو ليس مالياً فقط، فالوصية التي تدعو الى ان لا نشهد بالزور وصية أبدية وأساس الفساد هو الشهادة بالزور ونقوم بها يوميا ونحن بحاجة لمحاربة الفساد عبر خلق بيئة محمية في وسائل التواصل الاجتماعي ايضا، فلا يجب ان نخاف من قول الحقيقة على كل المستويات وأشد على يد المسؤولين السياسيين والامنيين في القضاء وكل من يتعاطى الشأن العام ان لا يخافوا في معركة الفساد حتى لو ادى ذلك الى صلبهم فقد يخسر البعض جراء المعركة على الفساد حياته ربما وقد يخسر وظيفته ومنصبه ويبصق الناس عليه ولكنه يكون بذلك وفيا ليسوع المسيح".
ولفت الحداد الى ان من بقي معه على الصليب هو امه وتلميذ واحد هو يوحنا اما بقية الرسل فخافوا وتركوه وكذلك بقيت معه بعض النسوة وبقي وجيها من الاشراف في ذلك الزمن هو يوسف الرائي ونيقوديموس فلم يخف الرائي من بيلاطس ولم يخف ان يخسر ماله وطلب من بيلاطس ان يسلمه جسد المسيح وكذلك لم يخف نيقوديموش ان يرذل من رجال الدين، ومريم المجدلية ظلت وفية للمسيح على الرغم انه اصبح جثة هامدة ولكنها ثبتت على وفائها له فتبعته حتى بعد موته فبذلك كرمته، والمسيح اليوم بالنسبة للبعض قد يظهر ضعيفا وحتى ميتا ولكنه يبحث اليوم عن مسيحيين اقوياء ليتبعوه، فالتكريم الحقيقي هو الوفاء والمسيح يبحث عن الاوفياء، فالمسيح هو هو امس واليوم والى الابد وكل من يشارك في نجازته يجب ان يبقى مخلصا له،ولنطبق قول البابا فرنسيس ان من يتبع يسوع يقتضي منه ان يقبل الاذلال كما اذل الاب المسيح لأجلنا، فالسجود لالام المسيح هو تكريم للمسيح.