أحيت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي في منطقة بشري مناسبة الجمعة العظيمة، فعمت الزياحات والصلوات مختلف الكنائس، وسط تدابير أمنية اتخذها الجيش وقوى الامن الداخلي.
وترأس النائب البطريركي العام على الجبة المطران جوزيف نفاع رتبة دفن المسيح في كنيسة السيدة في حصرون، عاونه المونسينيور طوني جبران وكاهن الرعية الخوري انطونيوس جبارة، في حضور عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب جوزيف إسحق، رئيس البلدية جيرار السمعاني واعضاء المجلس البلدي والمخاتير وحشد كبير من ابناء البلدة.
والقى نفاع عظة أكد فيها "أننا اجتماعنا اليوم بهذا العدد الكبير دليل على احساسنا بآلام السيد المسيح، وكل واحد منا يردد ضمنيا لو اننا كنا نعيش ذلك الزمن لما سمحنا لهم بتعذيبك وصلبك، وهذه عواطف نبيلة نختزنها في نفوسنا وكلنا رجاء ونحاول ان نشارك بوضع زهرة او وردة لنخفف من وطأة الحدث، لان الظلم لا يحتمل ونحن اللبنانيين ندرك تماما معنى الظلم وكل واحد مظلوم من الدولة، ومن أقرب الناس له، ومنذ سنوات نعيش هذا الظلم، لذا نأتي اليوم لنقول للرب: إرأف بنا وتطلع إلى وطننا وشاهد وجعنا، نحن الذين نشاركك حمل هذا الصليب وانت المدرك كل شيء".
وشدد على أن "يسوع يوصينا بتحمل آلامنا والظلم اللاحق بنا كما تحمل هو العذاب، وعدم المشاركة في مثل هذا الظلم الذي لا يحتمل، فانتبهوا جيدا لأننا في كثير من الأوقات نمارس الظلم دون قصد، بكلمة او حديث بحق انسان او ببسمة فيها بعض الاستهزاء، وفي كثير من الأوقات، نتصرف دون أن ندرك كما تصرف اليهود الذين وضعوا المسامير في يدي يسوع".
ودعا "لنفحص ضميرنا ونسأل أنفسنا اذا كنا قد اسأنا او ظلمنا احدا لنستغفر منه، وعندها يكون رب المجد معنا ويعطينا القوة والنعمة".
ثم شارك اسحق ورئيس البلدية مع المطران والكهنة في رتبة إنزال المصلوب وحمل نعش المسيح في تطواف داخل الكنيسة.
وبعد الصلاة تمنى اسحق ان "تزول الازمة الاقتصادية عن كاهل اللبنانيين وان تكون قيامة لبنان كالقيامة التي ادت اليها درب الجلجلة ويعود لبنان مزدهرا معافى كما نتمناه دائما".
وفي كاتدرائية مار سابا في بشري، ترأس المونسينيور جوزيف الفخري، يعاونه الأب شربل مخلوف والأب ايلي برمو الكرملي، رتبة دفنة المسيح، في حضور حشد من المؤمنين.
وألقى مخلوف عظة فسر فيها معاني الصلب وكلمات المسيح الاخيرة على الصليب، وتحدث عن "البطاركة الموارنة الشهداء الذين تمثلوا بالمسيح بشهادتهم في ازمنة الاضطهاد".
من بعدها انزل الآباء المصلوب عن الصليب ورفعوا الصلوات لراحة نفس البطريرك انطون عريضة باني الكاتدرائية، ولراحة انفس جميع كهنة بشري وأمواتها وشهدائها، وعن نية بناء كنيسة السيدة العذراء في باريس بحيث كانت قراءة على هذه النية من نبؤة النبي دانيال، قرأتها طالبة فرنسية.
وفي حدشيت، وبرعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، نظمت جماعة "حدشيت اكتيفيتيز" مسيرة درب الصليب تحت الأمطار والثلوج، من دير الصليب- حدشيت الى دير مار أنطونيوس البدواني، حيث كانت صلاة سجدة الصليب التي ترأسها الأب ميلاد كورة.