رأت صحيفة "التايمز" البريطانية انه "لا ينبغي أن يفرض الغرب الحرية على العالم"، معتبرة ان "رئيسي وزراء بريطانيا السابقين، توني بلير وديفيد كاميرون، كانا مخطئين في اعتقداهما أنه بإمكان الدول الغربية تغيير الأنظمة القمعية بكل بساطة ووضع أنظمة ديمقراطية مكانها".
وذكرت يوم تحدث ديفيد كامرون في بنغازي في 2011 مخاطبا الليبيين، قائلا "مدينتكم ألهمت العالم وأنتم تسقطون الديكتاتور وتختارون الحرية". وأضافت "لكن الأمور لم تأخذ المسار الذين كان مأمولا. فليبيا اليوم فيها حكومتان في حرب بينهما. وتعتمد كل واحدة منهما على فصائل مسلحة تدعمها. ويحاصر القائد العسكري خليفة حفتر، الذي تسيطر قواته على شرقي البلاد، حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة. وقتل خلال الأسبوعين الماضيين 174 شخصا في العمليات العسكرية. وهذه الأوضاع بعيدة تماما عن الصورة التي رسمها توني بلير في خطاب 1999 في شيكاغو يبشر فيه بسياسة التدخل الليبرالي. فقد ذهبت كل أحلامه هباء".
وأشارت إلى ان "الواقع، أن قصف الحكومات القمعية في بلدان أخرى لم يحقق أهدافه بإرساء الديمقراطية وحقوق الإنسان. كما أن التدخل لم يعزز الاستقرار الدولي ولا الأمن الداخلي. فالذي حدث في ليبيا، أن كلمة ديفيد كاميرون التي قال فيها "أسقطتم الدكتاتور" كانت صحيحة، لأن الديكتاتور سقط فعلا، ولكن الجزء الذي لم يكن صحيحا هو "اخترتم الحرية"، فالمجموعة التي كانت تصفق لخطاب كاميرون كان همها الأول إسقاط معمر القذافي، ولم تختر الحرية، بل لم تكن تفكر فيها أصلا، ولا في المستقبل. فبعد فترة قصيرة اختار فريق من الليبيين فصائل مسلحة معينة واختار فريق آخر فصائل أخرى، بل إن فريقا ثالثا أصبح يحن لزمن الديكتاتور. فهم لم يختاروا الحرية وإنما اختارت لهم فرنسا وبريطانيا، فلم تترسخ الحرية أبدا في المجتمع".