ترأس راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، قداسا على نية المساجين في سجن سراي جبيل، لمناسبة عيد الفصح، عاونه فيه الخوري طانيوس ليان وخدمته المرنمة كاتيا حرب، في حضور قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري، آمر فصيلة جبيل في قوى الامن الداخلي الرائد كارلوس حاماتي، آمر السجن النقيب مخايل الخوري واعضاء من مرشدية السجون وراهبات.
وألقى عون عظة تحدث فيها عن معنى القيامة، مشددا على أهمية "الغفران والمسامحة في حياتنا"، مشيراً إلى أن "يسوع بقيامته حقق الخلاص الذي وعد به آباؤنا منذ القدم من اجل الحرية الحقيقية للانسان في ظل الظلم الذي يخيم على عالمنا. ان قيامة الرب يسوع وانتصاره على الموت هي حقيقة ايمانية يمكن ان تتحقق ثمارها في كل انسان مؤمن بهذه القيامة".
وإذ رأى ان "السجن يشكل ألما داخليا للموجودين فيه"، توجه الى المساجين مشدداً على أن "وجودكم هنا ربما كان عقابا عن اعمال قمتم بها، وربما يكون بعضكم مظلوما، ولكن في قلب هذا الواقع تبقى محبة يسوع هي التي تطغى على كل شيء".
وأوضح أن "الخطيئة هي اقسى شيء على الانسان لانها توصله الى موطن الكيان وتجعله يختبر الموت من الداخل، فيفقد عندها السلام الداخلي والعلاقة الطيبة، وعيش الاخوة الحقيقية مع الآخرين، لذلك جاء المسيح ليحرر الانسان منها بعد ان استعبدته".
واكد ان "المسيح بقيامته قادر على اعطائنا نعمة اختبار القيامة الحقيقية والمغفرة ولو من السجن، فهناك كثيرون في الخارج يعيشون الحرية لكنهم في الواقع ليسوا احرارا، لا بل عبيد الخطيئة وأشياء كثيرة تمنعهم من عيش كرامتهم الانسانية".
ونوه بما تقوم به مرشدية السجون من "نشاطات تساعد المساجين على أن يبقى الرب هو الاساس الذي عليه تبنى حياتهم"، مشددا على أن "استعباد المال لا يوصل الى السعادة الحقيقية لا بل يوصل الى العبودية وفقدان الكرامة والحرية".
وتمنى للمساجين "ان تكون فترة وجودهم في السجن ولادة جديدة لهم"، آملا "ان يعيد الله عليهم هذا العيد بالحرية، وان تكون قيامة يسوع المسيح من بين الاموات قيامة لعائلاتنا ولوطننا ولكل شخص لا يعيش نعمة النور الالهي".
ولفت إلى "أننا نصلي على نية وطننا والمسؤولين فيه، وعلى نية عائلاتنا لكي يستقبل كل واحد منا نور السيد المسيح في حياته".