احتفل المؤمنون بقداس القيامة في كنيسة مار الياس انطلياس، وقد اكّد الكاهن الذي ترأس الصلاة ان القيامة ركيزة مسيحيتنا والا لكنا اشقى الناس كما قال مار بولس، مشيرا الى ان عظمة الحياة هي في القيامة، والمسيح اليوم حي وحاضر بيننا كما كان حاضرا في كنيسته منذ ألفي عام، وهو ولم ينقذنا فحسب في حدث تاريخي، بل هو معنا اليوم وينقذنا كل اليوم، وهو الذي طمأن البشر حين قال للرسل بعدما أظهر نفسه لهم وخبروا قيامته، انني باقٍ معكم الى الابد، وهم الذين ركّزوا كل تعاليمهم على القيامة واعتبروها الحدث الاهم لان قيامة الرب لم تكن قصة وحكاية بل مسألة كرازة وتبشير، وما زال المشرقيون يعيشون حتى اليوم العذابات التي عانوها مع المسيح، من التهجير والجوع والعنف وانتهاك الحريات والكرامات، وكذلك في وطننا لبنان يمر مجتمعنا بظروف صعبة، حيث لا تملك بعض العائلات فلس الارملة، فيعيشون في الفقر، لا يملكون إيجارات بيوتهم ويبيعون مصاغهم لتعليم اولادهم وللطبابة ، فيما كبارنا غير محترمين ولا سند لهم ولا معيل، لان اولادهم أي شبابنا يقفون بالصف على ابواب السفارات ينتظرون تأشيرة للهجرة بسبب البطالة.
واعتبر المحتفل بقداس القيامة، ان نور المسيح في سبت النور يشعّ على القبور فيحيي الموتى ويبهج القلوب الحزينة، فلنفتح قلوبنا لنوره ونطلب منه ان يضئ نوره في قلوب الشباب الضائع بين السكر والمخدرات والشهوة، آملين في ان يعشعش يسوع في جماعتنا المسيحية المتنافرة على دور بالسياسة فتغيب عنا روح الله بسبب خلافاتنا، ويسود البغض بدل المحبة، فالشقاء يمكن ان يرافق حياتنا ولكن علينا ان نسعى جميعا ليخترق نور المسيح حياتنا فنستنير من نور قيامته، داعيا الى التشبه باللص اليمين الذي نظر الي المسيح بخجل وخوف فركع امام رحمته وانتزع منه الفردوس، وندعوه كما فعل مع اللص، ان يقتحم ابوابنا العنيدة ويعطينا قلوبا شجاعة لان لا خوف ونحن اتباع الذي غلب الموت، فأحيانا وحررنا لانه النور والحياة، فتجددت حياتنا ، ودعا الى ان نتبع نداء الباب فرنسيس الذي وجهه للشباب بالطلب منهم الا يخجلوا باظهار محبتهم للمسيح وليجاهروا بتبعيتهم للمسيح وليصرخوا انه حي بيننا لأنه النور والحق والحياة ، وختم بالقول: فلنصرخ مع المريميات ونشهد بان المسيح قام حقا قام.