شدد الوزير السابق غابي ليون على وجوب طرح الموازنة على طاولة مجلس الوزراء يوم غد الخميس كبند اساسي ووحيد على جدول الأعمال، والا نكون نتجه الى مكان غير مريح باعتبار اننا لا نمتلك على الاطلاق ترف الوقت، معتبرا ان الموازنة تتضمن لا شك قرارات صعبة لكنها استحقاق أساسي، وبالتالي من هو في موقع المسؤولية لا يمكن له التهرب من الاستحقاقات.
وأشار ليون في حديث لـ"النشرة" الى وجود أمور يمكن اعادة النظر فيها لخفض عجز الموازنة أجدى من الرواتب وأكثر الحاحا وفائدة، كالنفقات المخصصة لبعض الجمعيّات والتي تعتبر في الوضع المأزوم الذي نحن فيه عطاءات في غير مكانها، وقال: "أضف أن هناك رواتب خيالية لا يمكن أن تستمر على ما هي عليه وبخاصةٍ في أوجيرو، بحيث لا يمكن ان نفهم حجمها"، لافتا الى وجوب ملاحقة التهرّب الضريبي لأنّ يؤدّي الى خسارة خزينة الدولة لمليارات الدولارات.
وردا على سؤال، لفت ليون الى ان رئيس "التيار الوطني الحر" ووزير الخارجية جبران باسيل أوضح ما قصده بخفض الرواتب لجهة ان ما كان يطرحه هو مقارنة بين خفض الراتب وما بين اللاراتب على الاطلاق، وقال: "نتمنى الاّ يحصل اي من الخيارين، لكن بالنهاية فان حجم الدولة كبير جدا من حيث الرواتب وعدد الموظفين، وقد يكون من الاجدى توزيع الكثير من الموظفين الذين لا يقومون بأيّ عمل ويتقاضون رواتب على ادارات أخرى تشكو من انخفاض عدد موظفيها في ظل اقفال باب التوظيف".
وعما يحكى عن اجراءات غير مباشرة تطال جيوب الفقراء كرفع الضريبة على صفيحة البنزين، أوضح ليون أن لا احد يقول ان فرض الضرائب على البنزين خيار صائب، لكن الوضع الاقتصادي صعب لدرجة يوجب على الجميع تقاسم الأعباء ويتطلّب من كل فئة تقاسم الأعباء على مستوى قدراتها، فلا يمكن ان نطلب من الفقير تحمّل الاعباء فيما الغني يتهرب منها او في حال كان المواطن لا يلمس جدية من الدولة بمعالجة الوضع. وقال: "لقد تم اتخاذ خطوات كبيرة جدا في مجال مكافحة الفساد وهي مفيدة جدا لزرع عامل الثقة، ولعل ابرز ما يدل على جدّية كبيرة هو ان العمليّة بدأت من الجسم القضائي المرجع الاول الذي سيكون عليه البت بكل قضايا الفساد".
وردا على سؤال عن الحملة التي شنها اللواء أشرف ريفي على الوزير باسيل، قال ليون: "يبدو أنه يتوق للذهاب مرة جديدة الى القضاء. نحن لا نتعاطى معه كشخص مسؤول لأنه لو كان كذلك كان قدّم براهين لادّعاءاته على شكل وقائع ومعطيات، لا بالحديث عما سمعه وعما قالوه له". وختم: "كلما شعرنا بأن الحملة تشتد على الوزير باسيل والتيار الوطني الحر، كلما تأكدنا من أن الحق معنا".