رأت الرابطة المارونية ان " الإحتفال اليوم بذكرى المذبحة الأرمنية يندرج ضمن إطارٍ عابق بالتاريخ اللبناني الأرمني، ويرتبط بجذور "المسألة الشرقية"، وبوضع الأقليات المسيحية داخل االسلطنة العثمانية، واليوم داخل العالم الإسلامي ككلّ؛ وهو يُضيء على ما عاناه هذا الشعب في سبيل الإيمان والحرية والإنتماء، والحفاظ على الخصوصية والكرامة والإستقلال". وأضافت "إنّه مشهد القتل الجماعي الذي نفّذته السلطنة العثمانية في أيام حكمها حتى بلغ مستوى الإبادة بين عامي 1915 و 1916، إبادةٌ تصرّ تركيا على إنكارها وعلى عدم تحمّل المسؤولية التاريخية بشأنها".
ولفتت إلى انه "قبل مئة عام قرّر حكّام إسطنبول إبادة الأرمن ومعظم المسيحيين الواقعين داخل حدود السلطنة. لم يتركوا وسيلة إلاّ واستخدموها. فرضوا نظام السخرة، نظّموا العصابات، أطلقوا المساجين وحرّضوهم على قتل الأرمن، إقتحام للمنازل، خطفٌ للمدنيين ولرجال الدين، ضرب وتعذيب وإعدام، مدن وقرى أفرغت بكاملها ... سبي للنساء والأطفال. فصل الذكور عن عائلاتهم وحجزهم في المياتم التي أعدّت لمحو الذاكرة وفرض التتريك بالقوة".
وقالت: "هكذا بين نفيٍ تهجيرٍ وإستعبادٍ وتجويعٍ وقتل، على مدى ثلاث سنوات متتالية بين 1915 و1918، انتهى الأمر إلى مقتل ثلث سكّان لبنان خصوصًا أبناء الجبل منهم بسبب الجوع والحرب، وتهجير الثلث الآخر إلى أقاصي الأرض وهم النازحون اللبنانيون المهاجرون، أمّا الثلث الباقي بالكاد استطاع أن يستمر على قيد الحياة ونحن أحفاد الثلث الذي صمد واستطاع أن يبقى على قيد الحياة في حينه". وسألت "كلّ هذه المآسي التي لحقت بأجدادنا، ألا تستحق من قبل المسؤولين عندنا تخصيص يوم واحد للذكرى والتذكير ؟".
وشددت على انه "يخطئ من يعتقد أنّ مآسي وويلات الشعوب لن تتكرّر، لأن ما نشهده اليوم في العالم يدلّ على أنّ لعنة التطرّف والتكفير لا تضرب المسيحيين فقط، لقد نزلت أيضًا على الأزيديين وعلى المدنيين الأبرياء من المسلمين سنّةً وشيعةً، كما أصابت الدروز وغيرهم من أهل هذه البلاد وغيرها".