ركّز وزير الدولة لشؤون الاستثمار والتكنولوجيا عادل أفيوني، عقب زيارته مرفأ طرابلس خلال جولة عمل ميدانية قام بها على مجموعة من المرافق الاقتصادية في طرابلس، بهدف الإطلاع على إمكاناتها وخططها الاستثمارية والبحث في الأولويات والمشاريع الانمائية وفي كيفيّة إطلاقها ودعمها، على أنّه "يوم مهمّ بالنسبة لي، أقوم خلاله بزيارة اقتصادية بامتياز، للاطلاع على المرافق الحيوية في طرابلس، وعلى أولويات المشاريع فيها".
ولفت إلى "أنّنا بدأنا الزيارة من مرفأ طرابلس الحيوي جدًّا، وهنا، أتوجّه بالشكر إلى مدير المرفأ أحمد تامر على الجولة الّتي قمنا بها والاطلاع على المشاريع والاستراتيجية المتّبعة لجعل المرفأ وجهة أساسيّة على مستوى المنطقة ككل، بما يعنيه ذلك من انعكاسات إيجابية على الاقتصاد في طرابلس وخلق فرص العمل داخلها"، مركّزًا على أنّ "من هنا ضرورة العمل على استمرار وتطوير المرفأ ليعمل بكامل طاقته وإمكاناته وفق ما هو مخطط له".
وأكّد "أنّه استمع إلى واقع المرفأ وما المطلوب من الحكومة إنجازه، وتبقى العبرة بالتنفيذ، فلسنا هنا لكي نسمع فقط، بل علينا أن نرى أين يمكننا المساعدة والدعم، بما يؤدّي إلى تقدم المرفأ، وأن نكون عمليّين وعلميّين في مقاربة المشاريع، وأن نحقّق التطوّر والنتائج على الأرض". وبيّن أنّ "إن شاء الله سنتعاون كحكومة ومجلس نواب مع القطاع الخاص والقيادات السياسية وجميع المعنيّين لنحقق الأهداف والأولويات الانمائية المنشودة".
وشدّد أفيوني عقب زيارته مكتب إدارة المنطقة الاقتصادية الخاصة، حيث التقى المكلف بإدارتها حسان ضناوي وفريق العمل الاستشاري وكان بحث في أهمية المنطقة وأهمية التقدّم في المشروع والخطوات المقبلة، على أنّ "هذه المنطقة تدخل في صلب أولويات طرابلس والشمال، نظرًا لقدرتها على خلق فرص العمل واستقطاب الرساميل"، منوّهًا بـ"التقدّم الّذي يشهده مسار المشروع".
وأعلن "أنّه يتابع تطوّراته مع الفريق الخاص به منذ استلامه الوزارة، سواء لجهة المنطقة اللوجستية أو مدينة التكنولوجيا والابتكار التي تشكل جزءا أساسيا منها"، مشيرًا إلى أنّ "أمام هذه المنطقة دور كبير لتلعبه على مستوى الإنماء الاقتصادي، وهي تتقدّم باستمرار، ولكن لا تزال هناك خطوات عدّة لتبصر النور، تمهيدًا لتسويقها أمام المؤسسات المحلية والدولية الّتي يمكنها استخدامها كمنصة لأعمالها. وهو ما يشكّل أولوية للمعنيين".
وجدّد التزامه "دعم المنطقة وفريق العمل والدعوة لتعاون جميع الفاعليات الرسمية والخاصة لتحويل حلم هذه المنطقة إلى حقيقة وتمكينها من لعب دورها في تحفيز النمو الاقتصادي".
كما زار أفيوني غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي، حيث التقى رئيسها توفيق دبوسي، الّذي استعرض لمشاريع غرفة طرابلس الوطنية الكبرى الّتي تتمثّل بـ"المدينة الإقتصادية الكبرى الّتي ترتكز على المشروع الهادف الى إجراء عملية توسعة للمرافق الإقتصادية الكبرى على طول الواجهة البحرية من طرابلس إلى منطقة القليعات في محافظة عكار والّذي يضمّ مرفأ طرابلس ومطار الرئيس رينه معوض (القليعات) والمنطقة الإقتصادية الخاصة ويحتضن مشاريع متنوّعة ومتعدّدة الإختصاصات ذات أبعاد إستثمارية لبنانيًّا وعربيًّا ودوليًّا".
ولفت الى "إتفاقية الشراكة" الّتي تمّ التوقيع عليها في الأمس القريب مع وزارة السياحة وتم بموجبها إطلاق "الركن الذكي للسياحة الرقمية " ويقضي بإجراء مسح شامل لكافة المراكز الدينية والأثرية والسياحية في كل لبنان بطريقة إحترافية تتوسل التصوير بالـ"3D scanner 360" وسيتمّ إستكمال الشراكة مع وزارة الثقافة والبلديات ليتم وضع خدمات المركز المتقدمة بهدف تطوير الإقتصاد الوطني وفتح الآفاق واسعة أمام الإستثمارات في قطاع السياحة وخلافها من القطاعات الإقتصادية".
كما تطرّق دبوسي الى "مركز إقتصاد المعرفة" الذّي تعتمده غرفة طرابلس في مقرها في المستقبل القريب، مبيّنًا أنّ "مواردنا الشابة تشكل رأس المال البشري، وهو أكثر الأصول قيمة في الإقتصاد الجديد، المبني على المعرفة بإعتبارها المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي وتنسجم غرفة طرابلس في خيارها التقني مع أهم مرتكزات الإقتصاد المعاصر".
أمّا أفيوني، فأفاد بأنّ "في الحقيقة والواقع، انّ غرفة طرابلس ممثّلة بدبوسي وزملائه في مجلس الإدارة يعملون باستمرار وبكلّ نشاط ومسؤوليّة عالية وهي صرح كبير يلعب دورًا محوريًّا وأساسيًّا في حياتنا الاقتصادية والعامة، ولقد عقدنا مع دبوسي جلسة عمل ركّزنا خلالها على المشاريع الكبرى الّتي تتمتّع بطابع الأولويّة، ونحن كوزارة نولي إهتمامًا بتلك المشاريع، وتشاركنا في ذلك فاعليات متعدّدة المواقع، ونودّ طرح تلك المشاريع الّتي ترعاها وتطلقها غرفة طرابلس لأنّه جاذبة للإستثمارات الكبرى وتوفّر فرص العمل المطلوبة وعلينا طرح تلك المشاريع بطريقة علمية تركز على أهميّتها الإنمائية كما على المنافع الّتي يستفيد منها المستثمرون لا سيما اللبنانيون في بلدان الإنتشار الّذين يمتلكون طاقات والقدرات المميّزة".
وكشف "أنّنا أطلعنا دبوسي على مرتكزات المشروع الإستثماري الاقتصادي لطرابلس والشمال، ويجب العمل على تسويقه وترويجه بطريقة مجدية وهو مشروع يرتكز على رؤية موحّدة وعلينا فور جهوزية الدراسات المتعلّقة به وهي دراسات قيد الاتمام، القيام بعرضها على المستثمرين وبما فيهم اللبنانيون المقيمون في بلاد الانتشار وهم غالبًا الأكثر حماسًا ؛ ونقف الى جانب المشروع وندعمه لكي يصبح حقيقة على أرض الواقع ".
ختام الجولة كان في "معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس"، حيث أكّد أفيوني أنّ "معرض طرابلس مؤسسة مهمّة، وصرح ثقافي وحضاري أساسي في المدينة، يلعب دورًا مهمًّا في أيّ مشروع للتنمية الاقتصاديّة وتشجيع الحركة السياحيّة والثقافيّة فيها. فمن الطبيعي أن يكون اجتماعي مع رئيس مجلس إدارته ومديره ضمن سياق الجولة الّتي قمت بها اليوم، لأستمع إلى المخطّطات المستقبليّة، والصعوبات الّتي تواجه هذا المرفق".
وشدّد على أنّ "من واجبنا جميعًا أن ندعم هذا الصرح، لما له من تأثير حيوي على صورة المدينة وسمعتها، إضافة إلى دوره في تحقيق الطموحات الإنمائية فيها، على أمل أن نستطيع جميعًا تقديم الدعم لهذه المخطّطات، لما يحقّق النمو والازدهار لهذا المرفق الّذي نفتخر به كطرابلسيّين ولبنانيّين، وكعرب أيضًا".