اعتبر رئيس جهاز الإعلام والتواصل في "القوات اللبنانية" شارل جبور أنّ السجال القائم مع "التيار الوطني الحر" لا يُفترض أن يستمرّ باعتباره محصور بنقطة محددة، ونحن لا نفتح سجالات حبا بها، لكن مع وجود موقف سياسي استدعى ردا من قبلنا لتصويب الامور، مشددا على انه "ليس لدينا خلفية هجوم على "التيار الوطني الحر" اطلاقا، فعندما تقتضي الحاجة ان نمدح احدا في "التيار" لا نتأخر، وقد اثنينا مثلا على عمل وزير البيئة وعلى تلقف وزيرة الطاقة الملاحظات على خطة الكهرباء بايجابيّة، كذلك عندما يكون هناك خطوات يقوم بها رئيس الجمهوريّة لا عقدة لدينا اطلاقا بالثناء، ولكن عندما يكون هناك امور تتوجب منا الاضاءة عليها فسنقوم بذلك من دون تردد".
ورأى جبور في حديث لـ"النشرة" ان ما قام به حزب "القوات" أمر جيد باعتبار ان الفارق واضح بالصوت والصورة بين تصريحي وزير الدفاع الأول والثاني، وقال: "ربما أنه لم يقصد ان يعبّر بهذا الشكل أو أنه أساء التعبير وهذا يحصل معنا جميعا احيانا، لكن المهم تصويب الاساس ايّ التمسك بالتفاهم على استراتيجيّة دفاعيّة يكون مرتكزها الجيش والقوى الرسميّة اللبنانيّة".
وأشار الى ان "لا مصلحة لأحد بفتح أيّ عنوان خلافي في هذه المرحلة الا اذا كان المطلوب عودة الانقسام الى ما كان عليه من خلال اعتماد لغة مضى عليها الزمن، وهذا ما لا يمكن ان يمر". وأضاف: "أيّ امر خلافي سنردّ عليه ولن نسمح بأن يمرّ مرور الكرام. لقد سجلنا موقفنا ولا نيّة لمواصلة المواجهة، خصوصًا واننا نكن كل الاحترام لشخص الياس بو صعب وسواه".
وتطرق جبور لموضوع تسريب محاضر لقاءات لمسؤولين لبنانيين في واشنطن، لافتا الى ان الموضوع يتجاوز نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني باعتباره لحظ شخصيّات لبنانيّة أخرى، وقال: "نحن نرفع الصوت لأنّ مبدأ التسريب يسيء الى صورة لبنان الخارجيّة وسمعة البلد ويضرب صدقيته والثقة الدولية به. هناك محاضر لا تكشف الا بعد 50 سنة وها هي أسرار اتّفاق الطائف لا يزال الرئيس السابق لمجلس النواب حسين الحسيني حتى يومنا هذا يرفض كشفها، وبالتالي اذ كان سيتم تسريب المحاضر فالأجدى عندها عقد مؤتمرات صحافية". وأضاف: "سنسائل وزير الخارجيّة جبران باسيل والحكومة، ولو خرج ليقول انّ ما حصل خطأ وأنه فتح تحقيقا شفافا سيعلن نتائجه مؤكدا عدم تكرار الحادثة عندها كنا اكتفينا، لكن لان ذلك لم يحصل تم تسريب محضر جديد، وبالتالي على وزارة الخارجية ان تتحمل مسؤولياتها بتحميل الأمر للطرف الذي قام به".
وردا على سؤال، أكّد جبور أن كل الفرقاء يستعجلون لاقرار الموازنة، "لكن ما حصل هو تشبيع الامور الدرس الكافي"، متحدّثا عن "تفاهمات كبرى حول عناوين كثيرة". وقال: "الاساس بالنسبة لنا هو الذهاب نحو موازنة ثوريّة حقيقيّة نتمكن من خلالها ان نضع الوضع الاقتصادي على السكّة الماليّة الصحيحة كي يخرج لبنان من هذه الأزمة التي يتخبط فيها". واضاف: "قد تكون هذه الأزمة معطوفة على ضغط دولي كبير يربط مساعدة لبنان بالاصلاحات، لكن اعتقد ان في ذلك مصلحة للبنانيين كي نذهب للمرة الأولى نحو اصلاح جدّي ومواجهة جدّية على مستوى مكافحة الفساد وترشيد الانفاق وخفض العجز". وختم جبور داعيا الى "تحويل الازمة الى فرصة لنصل الى شاطىء الأمان وننتقل من ادارة دولة مزرعة الى ادارة دولة حقيقيّة تستند الى القانون ومعايير الشفافيّة المطلوبة لنؤمن بذلك تطلعات اللبنانيين بالدولة التي يحلمون بها".