أعلن الأب شارل مراد مطران الدائرة البطريركية للسريان الكاثوليك ، خلال احياء ذكرى الابادة الارمنية في معراب، ان "لا يمكن ان ننسى المجازر الارمنية ، وان نسي صاحب كل حق حقه، فكيف ينسى صاحب الجريمة رائحة الدم الزكية التي ازهقت والكرامات التي استبيحت، فكيف اذا طالت الجريمة اكثر من مليون انسان نهبت ممتلكاتهم وهجروا،" مشددا على ان الخطيئة الاكبران يتهرب ولا يعترف بها مرتكبها،" سائلا "من اعطى الحق لمرتكب الجريمة في تشريد شعب خلقه الله مثله، فما حدث من آلام ومآسي لا يمكن ان ننساه والتاريخ لن يمحو من كتابه عار الجريمة التي قوبلت وما زالت بصمت دولي".
وأّكد الأب مراد ان " دم اجدادنا ما زال يصرخ الينا بمطالبة المجرم بالاعتراف بجريمته، لان الانكار جريمة أيضا، وكنيستنا السريانية لن تتوانى عن الوقوف وقفة تاريخية لانقاذ الضمير الانساني النائم في ثبات عميق"، موضحا ان " قضيتنا ليست مشرقية مسيحية فقط، بل هي انسانية بامتيار وتتعلق بقتل الانسان لأخيه الانسان ، مثلما فعل قايين بهبيل منذ البدء، داعيا الى التوبة لأنها الاساس ليسامح الضحية الظالم، مثنيا على تمسك الشعب الارميني بأرضه وعرض فنال شهداؤه شرف الشهادة، مشيرا الى ان الابادة الارمنية لن تمحى من ذاركة شعبنا لان شعبا بلا ذاكرة، هو شعب بلا تاريخ ولا قضية. "
وختم الأب مراد بالاشارة الى ان " النظام في لبنان يصنفنا اقليات مسيحية ولا يعطينا حقوقنا رغم اننا لم نوفر جهدا في دعم قضايا كل اللبنانيين ، مطمئنا الى ان اجدادنا يعطونا القوة لنتجذر اكثر بالارض ونصبر، "لافتا الى ان "لا يسعنا في الذكرى الرابعة بعد المئة لمذابح الارمن ، الا ان نصلي لراحة آبائنا القديسين الذي نالوا اكاليل الشهادة محافظين على ايمانهم بالمسيح."