لفت نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب خلال خطبة الجمعة في مسجد لبايا - البقاع الغربي إلى "اننا احتفلنا بذكرى ولادة المخلص الذي يملأ الدنيا قسطا و عدلا كما ملئت ظلماً وجورا ، وهاتان المناسبتان الكريمتان تحملان لنا رسالة عنوانها التهيؤ والاستعداد لنكون على الدوام في رحاب اهل الايمان العاملين بما يرضي الله والسائرين على نهج الانبياء والاولياء والصالحين ليكون ديدن حياتنا مرتكزا الى الصلاح والرشاد قائماً على رضا الله سبحانه وتعالى فيما امر ونهى، ونحن اذ نطالب المؤمنين ان يكونوا مستعدين لاستقبال شهر الله تعالى بتجديد الطاعة لله ومعاهده ولي الله الاعظم الامام المهدي ان نلتزم العدل والاستقامة سبيلاً لنا فنكون في خط الحق والعدل في مواجهة الظلم والباطل والشر الذي نراه متجسداً في عصرنا بالمشروع الاستعماري الجديد الذي تتزعمه اميركا واسرائيل في غطرسة غير مسبوقة في فرض الهيمنة على الدول والشعوب وكسر ارادتها بغية اخضاعها".
وطالب المؤمنين "ان يتقوا الله في خياراتهم السياسية فينتفضوا على اهوائهم ويحكموا ضمائرهم في نصرة الحق الذي يجسده محور الخير والمقاومة الذي تصدى بقوة للمشروع الصهيو اميركي في منطقتنا العربية والاسلامية، فاميركا بسياساتها العدوانية ودعمها للارهابين الصهيوني والتكفيري تمثل الشيطان الاكبر كما قال عنها الامام الخميني وهي تشكل مع ربيبتها اسرائيل الشر المطلق الذي ينشر قهره وظلمه في العالم، فيمارس القهر في فلسطين ويفرض سياسة استكبارية على الجمهورية الاسلامية الايرانية في حصارها وتجويع شعبها ويدعم القوى التكفيرية في ارهابها ومحاولاتها لتشويه القيم الدينية السمحة بغية ضرب التعايش بين اصحاب الديانات السماوية، ونحن لا مناص امامنا الا دعم محور المقاومة والممانعة الذي يتصدى ببسالة وارادة صلبة لكل مشاريع الاستحواذ والهيمنة، ولنا ملء الثقة ان النصر حليف المؤمنين بربهم والملتزمين نصرة الحق والدفاع عن الارض والعرض الرافضين للخضوع والاستسلام، وهم ان شاء الله سيكونون الممهدين لدولة العدالة التي يحقق من خلالها امامنا المهدي حلم الانبياء والمرسلين".
واستنكر "قرارت الاعدام الجائرة بحق مواطنين سعوديين التي لم تحظ بمحاكمات عادلة، ولم تستند الى ادلة ثابتة في ازهاق ارواحهم، وهذا ما اكدته المنظمات والحقوقية والدولية وكنا نربأ بالسعودية ان تجنب بلادنا المزيد من الاحتقان الطائفي والمذهبي بدل ان تسهم هذه القرارات في تعميق الشرخ وتهديد الاستقرار. وكنا نتمنى قيام السعودية بالاستجابة لدعوات الحوار مع ايران ودول الجوار بدل هذا التصعيد في قرارارت الاعدام".
كما واستنكر "تفجيرات سيرلانكا التي تؤكد من جديد ان الارهاب التكفيري لاينتمي الى قيم الاسلام وتعاليمه، فهذا الارهاب المدان شرعاً وعقلاً يستدعي قيام تعاون دولي لمحاصرته وتجفيف مصادر تمويله، وافضل مكافحة له تكمن في ضرب القوى والجهات والمدارس التي تنمي التطرف وتدعو الى العنف وتتبنى الارهاب سبيلا لها ".
وطالب اللبنانيين "ان يتضامنوا في مواجهة الضغوط الاميركية والتهديدات الاسرائيلية ويتحلوا بالصبر والحكمة فيحصنوا وحدتهم ويتمسكوا بمعادلة القوة التي حمت لبنان وحررت ارضه ودحرت الارهابين التكفيري والصهيوني عنه، ونؤكد على الحكومة اللبنانية ان تحسن رعاية شعبها وتعزز من صموده وتوفر له الاستقرار المعيشي بعد ان نجحت في ترسيخ الاستقرار السياسي والامني وعليها ان تراعي في موازنتها لهذا العام اوضاع المواطنين الذين باتوا في اغلبيتهم تحت خط الفقر نتيجة السياسة الاقتصادية الربوية التي اغرقت البلد في الديون المتراكمة. من هنا فاننا نطالب بتطبيق القانون في معاقبة الفاسدين والمرتشين واستعادة المال العام المنهوب في الصفقات المشبوهة ليصرف في خدمة الفقراء والمرضى والمحتاجين من خلال مشاريع خدماتية وانتاجية تحد من البطالة المتفشية، ونحذر من تخفيض رواتب الموظفين وفرض رسوم وضرائب جديدة على اصحاب الدخل المحدود فيما يتم إعفاء كبريات الشركات المصرفية والعقارية وغيرها من حقوق الدولة المالية ، واذا ارادت الحكومة النهوض بالاقتصاد فلتوقف الهدر ولتستعيد اموالها المسلوبة في التعديات على الاملاك العامة ولاسيما البحرية منها، ولتبطل الايجارات الخيالية لبعض المؤسسات العامة والتي تتجاوز قيمتها كلفة اشادة مباني جديدة لها".