أعادت لعبة كمبيوتر أوكرانية الحياة إلى بلدة هجرها سكانها بعد كارثة تشرنوبيل النووية، وقد لا تبدو لعبة كهذه أمرًا ممتعًا للكثيرين لكنها جذبت 60 ألف شخص على مستوى العالم منذ إصدارها في تشرين الأول الماضي.
في اللعبة يقود اللاعبون دبابات في بلدة بريبيات التي تقع قرب تشرنوبيل وأصبحت مدينة أشباح بعد الكارثة. ويقضي اللاعبون على منافسيهم أثناء البحث عن مصادر للطاقة تدعى أيزوتوبيوم ويجمعون النقاط كلما وجدوا بعض هذه المصادر.
وفكرة اللعبة مأخوذة من الكارثة النووية التي وقعت في مدينة تشرنوبيل بشمال أوكرانيا وحلت ذكراها الثالثة والثلاثين أمس الجمعة، كما أنها مستوحاة من فيلم الخيال العلمي "أفاتار" الذي صدر عام 2009.
ويظن اللاعبون الجدد أنهم دخلوا عالمًا افتراضيًا، لكنهم في حقيقة الأمر يتحكمون بإنسان آلي حقيقي مزود بكاميرا وكمبيوتر ويتحرك في أنحاء نموذج مصغر للبلدة يضم أهم وأدق تفاصيلها.
وأوضح سيرغي بسكريستنوف الذي شارك في تصميم اللعبة "خلال الدقائق الخمس أو العشر الأولى، لا يدرك كثيرون ممن يلعبون لعبتنا أنها ليست خيالًا، فيرسلون رسائل إلينا تقول: 'لديكم بنية رائعة ورسوم جيدة وتصميمكم جيد، أحسنتم. لديكم نظام تشغيل رائع".
واستخدم بسكريستنوف وشريكه أليكسي فاتييف خرائط غوغل ومئات الصور من منطقة تشرنوبيل لإعادة المعالم الرئيسية في بريبيات للحياة بما في ذلك مبان سكنية وفندق وقاعة حفلات ومتنزه واستاد.
ويحتل نموذج اللعبة قبو مبنى سكني مساحته 180 متر مربع بمدينة بروفاري، على بعد 150 كيلومترًا فقط من منطقة تشرنوبيل المحظورة و30 كيلومترًا شرقي كييف.
ويمكن للاعب اليقظ ملاحظة شيء واحد غير دقيق على الأقل في اللعبة وهو أن مفاعل تشرنوبيل لم يكن في حقيقة الأمر داخل البلدة مثلما هو الحال في اللعبة.
وتبلغ تكلفة دخول هذه الأجواء الكارثية تسعة دولارات في الساعة لكن لا يمكن سوى لعشرين شخصًا اللعب بشكل متزامن.