أشار الوزير السابق ميشال فرعون في نشاط ترفيهي للعائلات نظمته جمعية "عيش الاشرفية"، في حديقة اليسوعيّة في الرميل إلى انه " نلاحظ اليوم ارتفاعاً في منسوب المذهبيّة، ونتساءل كيف لنا أن نقضي على الطائفيّة ما دامت المذهبيّة تزداد داخل كلّ طائفة. وصحيح أيضاً، أنّنا بلد الخصوصيات والبعض يسمّيه بلد الأقليات والعيش المشترك أو العيش الواحد، انما لبنان هو أكثر بكثير، هو بلد الرسالة، وبلد الهوية اللبنانية التي تطورت منذ الفنيقيين، وفينيقيا كان اسمها ايضاً لبنان".
وأضاف "هذه الهوية اللبنانية الفينيقية هي ملك الجميع وليست ملك فريق، كما أنّ تاريخ الأرض المقدسة، خصوصاً في الجنوب، هو ايضاً ملك الجميع. ولهذا السبب نفترق أو ننقسم أو نختلف في محطات سياسيّة أو حتى طائفيّة بشدّ حبال المصالح، إنما صيغتنا قويّة ونبعت من تاريخ، ودستورنا هو دستور الجميع وكلّنا من آمن فيه".
ورأى فرعون أنّنا "نتوحّد حين يكون هناك خطر على هويتنا، الخطر من الأطماع الاسرائيلية، ومن التوطين الذي يصيب هويتنا التقليدية التاريخية، والخطر من التكفيريين المناقض لهويتنا وانفتاحنا وثقافتنا وحضارتنا والحوار الدائم بين مكنوناتنا. واليوم الخطر ايضاً من النزوح السوري، الذي يمكننا أن نتحمّله بتضحيات كبيرة على الصعيد الإنساني وعبر مساعدات خارجية، ولكن لا نستطيع أن نتحمّله على صعيد الخطر الوجودي لهويّتنا".
وأشار فرعون الى "وجود خطر داخلي اليوم من خلال الأزمة المالية الاقتصادية الاجتماعية التي يتوسّع ظلّها علينا، ومن حق الشعب اللبناني أن يحلم بتحصين دولتنا وتحصين جيشنا لتكون الدولة للجميع، لا أن نتناتش امكانتياتها لمصلحة هذه المنطقة أو هذا الفريق، وأمام هذا الخطر الكبير من حق الشعب ان يطمح الى اتفاقٍ على وقف المصالح المشبوهة وتجاوز القانون على حساب مصلحة مدخول الدولة، سواء في الجمارك أو في أيّ مرفقٍ آخر".
وقال فرعون: "دفعنا الكثير للمصالح العربية، وللصراع العربي - الاسرائيلي، وللحرب في سوريا، واليوم ما عادت هناك إمكانيّة لندفع عن أحد، إن كان في الصراع الإقليمي أو الصراع العربي أو غيره. ومن حقنا أن يكون هناك مزيد من الشفافيّة والصراحة في مقاربة المسائل والقرار والمحاسبة، وأيضاً الاعتراف بالأخطاء التي حصلت عند استباحة المال العام من جهة، والتعطيل السياسي الذي منع الإصلاحات من جهة أخرى".
وأوضح ان "خيار العيد في منطقة الرميل في بيروت هو للتأكيد أنّ هذه المنطقة لها طابع خاص حضاري ويستحقّ المزيد من الاهتمام من قبل البلدية، إذ فيها أكثر من ثلاث مستشفيات ومدارس ومقرّين لمطرانيتين ولبطريركيّة، وفيها اكتظاظ سكّاني وفيها مناطق تجارية وفيها نقص للمتنفّس البيئي. وخيار هذه الحديقة العامة، هو لأنّ اعادة التأهيل فيها ستبدأ بعد فترة وجيزة، وسبق أن اخترنا حديقة السيوفي لتنظيم نشاط في العام الماضي وهي ستشهد تأهيلاً بعد أيّام، ونشكر المحافظ ورئيس المجلس البلدي والأعضاء على ذلك".