اعتبر رئيس "حركة الارض اللبنانية" طلال الدويهي، في لقاء مع الجامعيين المستقلين، أن "المراحل الذي مر بها وطننا لبنان، بظروفها السياسية والاقليمية، أورثتنا فسادا إداريا نتج عنه فساد اقتصادي وتلاه فساد سياسي، فمرحلة العثمانيين علمتنا البرطيل والتزلف السياسي، والانتداب الفرنسي طبعنا بأطباع المكابرة، فأصبحنا لا نقبل غير التحدث بالفرنسية في منازلنا وخلقنا جوا مميزا اعتبره قسم من اللبنانيين عدم انتماء للعروبة، مما أنتج في البلد موجة الناصرية وأصبحنا نتدافع أمام سفارة مصر طالبين ود السفير المصري عبد الحميد غالب، وأتت الشهابية باتفاق القاهرة المشؤوم الذي أكل من سيادتنا وكياننا وأصبح قسم من اللبنانيين مستقويين بالفدائيين الفلسطينيين وبدأوا ينعتوننا بفوفو ونونو نتيجة ثقافتنا الفرنسية التي لم نحسن ممارستها وأوصلتنا إلى حرب السنتين وما نتج عنها وحققنا دفاعا عن سيادتنا وقدمنا الشهداء، لكن انتقلنا الى الحالة السورية التي تحولت إلى احتلال".
وأضاف: "أخذت النزعة العثمانية تلعب ادوارها بالبرطيل وإفساد الحياة السياسية، واختلط الطبع الغربي بالطبع العروبي ونتج عن ذلك اتفاق الطائف الذي قضى على مفهوم الدولة العادلة وأصبحنا بثلاثة رؤوس، انت تأخذ حصتك وأعطني حصتي على حساب الاقتصاد والكيان، واصبحنا طبقة سماسرة وحاملي شهادات مزوره وزحافين ومراوغين"، لافتاً الى أننا "لم ننس حرب الإلغاء التي أضعفت الدور المسيحي وضربت مقوماته الاقتصادية، إلى تصاعد دور الشيعية السياسية "حزب الله" والخط العسكري وزيادة التراجع بمفهوم الدولة بعد اغتيال الحريري الأب، واهتمام الدولة بالعدالة الدولية التي كلفتنا ملايين الدولارات في وقت نستحي فيه من واقع محاكمنا بالشكل وعدم صيانة قصور العدل، مما اضعف القضاء وزاد الفساد الإداري وانعكس بشكل هائل على مالية الدولة، وأصبحنا نعالج الدولة على نفقة المواطن، وبدأت المخاوف تدخل كل بيت لبناني من العروبيين والأطباع الغربية وطبقة قناصي الفرص، وكل هذه الوقائع نتج عنها بيع حوالي 90 مليون متر مربع للأجانب من الأقطار العربية تحت عدد من الأسباب منها اجتماعية ومنها سياسية ومنها اقتصادية، وأنا أحمل الاسباب الى الانتماء الوطني وعدم الثقة بالطبقة السياسيه ونتائجها"، محملا "التاريخ السياسي والاقتصادي والاداري مع الحكومات المتتالية مسؤولية ما أوصلونا اليه من واقع مأزوم".