أعرب رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي عن سروره لوجوده في لبنان، لافتاً إلى أنه "لو أي شخص نزل إلى الشارع وسأل المصريين، ما هي الجنسية الأخرى الأقرب إليكم، لقالوا اللبنانيين"، معتبرا أن "هناك تقاربا شديدا بين الشعبين ثقافيا وحضاريا، وكذلك على المستوى الرسمي العلاقات شديدة الحميمية والتقارب، لكن تبقى العلاقات الاقتصادية، التي تساهم في زيادة الروابط بين الدول، وبالتالي نرى أن الأرقام حاليا، متواضعة، ونحن بحاجة لزيادتها".
وخلال مأدبة عشاء على شرفه في منزل السفير المصري نزيه النجاري في دوحة الحص، أكد "استعداد رجال الأعمال المصريين للاستثمار في لبنان، وفي قطاعات كبيرة"، مشيرا إلى "الطفرات الهائلة التي شهدتها مصر في السنوات القليلة الماضية، في قطاعات الطاقة والاتصالات والإعمار"، معتبرا أن "الخبرات المصرية قادرة على أن تساهم في حل مشكلات لبنان كالطاقة".
ونوه بـ"استقبال رئيس الحكومة سعد الحريري شخصيا"، معتبرا أن "قيادته السيارة بنفسه، تعبير عن مدى حميمية العلاقة بين الدولتين. ووجودي اليوم، هو لتأكيد دعمنا الكامل للبنان، وحرصنا الشديد على عروبته وقوته، وأن يستمر كدولة، كانت دائما مقصدا للعرب، وعنوانا للثقافة والحضارة، ولدينا الثقة التامة، ان الدولة في لبنان، ستكون قادرة على دفع المسيرة، التي ترضي الشعب اللبناني، واجتياز أي تحديات اقتصادية".
وأشار إلى أننا "في مصر، مررنا بمثل هذه الظروف، ولكن عندما صفت النوايا، كنا قادرين على تجاوزها، واليوم لدينا تجربة الكل يتكلم بها".
وأعلن أنه "خلال النقاشات بين الوزراء المصريين ونظرائهم اللبنانيين، سنكون حريصين جدا، على أن نقدم كل الدعم، ونحل أي مشاكل موجودة بين الدولتين"، مشددا على أن "مصر حريصة على دفع العلاقات بصورة كبيرة جدا، في كافة المجالات".
من جانبه، نوه النجاري بـ"العلاقات اللبنانية - المصرية"، مؤكداً "أهمية الزيارة وانعقاد اللجنة اللبنانية المصرية المشتركة، برئاسة رئيسي وزراء البلدين، الذي من شأنه أن يحقق مصلحة للبلدين ويرفع العلاقات بشكل إيجابي".
واعتبر أن "العلاقة بين مصر ولبنان نموذج للعلاقات بين الدول العربية، وهي علاقة ناجحة كثيرا، وفيها تبادل تجاري، وقرب ثقافي وفكري وسياحة متبادلة".
ولفت إلى أن "مشاركة مدبولي في المنتدى الاقتصادي، الذي تنظمه مجموعة الاقتصاد والأعمال، بالتعاون مع الحكومة اللبنانية، سيكون فرصة لعرض الخبرات المصرية والإنجازات، التي تحققت، وفي الوقت نفسه، بحث كيفية التعاون بين البلدين".
وأعرب عن تفاؤله بـ"هذه الزيارة، التي تعطي دفعا قويا للعلاقات"، وقال: "نحن كعرب، محتاجون وسط هذه الحالة الإقليمية، أن نستعيد الثقة بقدرتنا على الاكتفاء الذاتي، وخلق فرص عمل جديدة، ودفع النمو الاقتصادي إلى الأمام"، مشيرا إلى أن "الاقتصاد المصري أصبح يمثل قاطرة، نظرا لما تحقق في الفترة الأخيرة من نمو، وهذا ما يجعلنا كعرب قادرين على أن ندافع عن مصالحنا في منطقة فيها تدخلات وصعوبات".
وتمنى "التوفيق للحكومة اللبنانية، في نقاش الموازنة"، وقال: "أنا واثق بقيادة الحريري، وفي عهد الرئيس ميشال عون، وفي مشاركة فاعلة من رئيس المجلس النيابي بري وكل القوى السياسية، أن لبنان سيجتاز هذه المرحلة".