في ذروة المستجدّات الميدانيّة اللافتة التي خرقت جبهة الرّقة منذ يوم الجمعة الماضي عبر عمليّات عسكريّة مفاجئة اطلقها الجيش السوري انطلاقا من جنوب غرب المحافظة، يبدو انّ المشهد السوري متّجه الى رزمة مفاجآت "من العيار الثقيل" حسب وصف مصدر عسكري سوري، على وقع تصاعد ضربات الجيش ضدّ مواقع مسلّحي جبهة النّصرة في ريفَي حماه وإدلب بمؤازرة قصف جوّي سوري-روسي هو الأعنف، يُرافقها حشد المزيد من القوّات السوريّة صوب خطوط التماس المباشرة مع مواقع النّصرة والحزب التركستاني، حدت بمصادر صحافيّة محليّة ودوليّة الى ترجيح اقتراب تحرير ادلب أكثر من أيّ وقت مضى خصوصا عبر "رسائل" غارات المقاتلات الرّوسيّة المركّزة على مواقع الإرهابيّين
هناك صوب أنقرة!
وفي حين توقّف خبراء عسكريّون عند العمليّات المتصاعدة ضدّ القوات الأميركية وأتباعهم من مسلّحي ميليشيا "قسد" وآخرها الهجمات التي استهدفتهم في الرّقة وأفضت الى مصرع جنديَّين أميركييَن وأكثر من 16 قتيلا من الميليشيا الكرديّة، ليذهب أحدهم الى ترجيح ازدياد تلك العمليّات المقاومة في المرحلة القادمة لتصل الى منحى خطير، بدا واضحا انّ المفاجآت القادمة لن تقتصر على الميدان، سيّما بعد بروز قضيّة استعادة رفات جنود صهاينة الى الواجهة من جديد، عبر معلومات لافتة نقلها موقع"اندبندنت" عربيّة عن مصدر غربيّ أول أمس الثلاثاء، كاشفا عن اتصالات جارية بين الجانبَين الرّوسي و"الإسرائيلي" لإعادة رفات جنود ويهود آخرين من سورية ولبنان، بينها رون أراد والجاسوس ايلي كوهين!
برز واضحا تلقّف الحليف الرّوسي "امتعاض" القيادة السوريّة كما الرأي العام السوري بشكل خاصّ، من واقعة "تهريب" رفات الجندي "الإسرائيلي" زخاريا باومل -أحد قتلى معركة السلطان يعقوب إبّان إجتياح "اسرائيل" للبنان صيف عام 1982 من سورية، وما تبعها من مراسم تأبين في موسكو بحضور بنيامين نتنياهو-رئيس الوزراء "الإسرائيلي" الذي تلقّى من الرئيس الروسي خلال لقائهما رفات الجندي كهديّة "لا تُقدّر بثمن" عشيّة الإنتخابات الإسرائيليّة، ليأتي الأكثر "ازعاجا" اشارة الرئيس بوتين ل"دور سوري" في عمليّة استرداد الرّفات وهو ما نفته دمشق وهو نفيٌ في محلّه، إذ انّ قوّات روسيّة كانت تُنفّذ خلال الإنطلاق بمعارك تحرير مخيّم اليرموك، مهمّة داخله اعتُبرت تتعلّق بالمفاوضات التي كانت تُجريها تلك القوات حينذاك مع مسلّحي تنظيم "داعش" لإخراجهم من المخيّم، وهذا لا يعني انّ القيادة السوريّة علمت بطبيعة هذه المهمّة وتفاصيلها، خصوصا انّ القوات السوريّة بعد ان أصبحت داخله، لم تلحظ اصلا انّ قبورا محدّدة قد حُفرت نتيجة الدّمار الكبير الذي لحق بالمقبرة جرّاء القصف والمعارك..وهذا ما اكّدته ايضا صحيفة الأخبار اللبنانيّة.
وليأتي خبرٌ صاعق بُعيد ايام على واقعة "تهريب" رفات باومل من سورية، حين زعمت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبريّة"انّ رفات ايلي كوهين في طريقها من دمشق الى "اسرائيل"!..سرعان ما نفته موسكو بشكل قاطع..وهو نفيٌ في محلّه ايضا، اذ تجزم مصادر سوريّة كما روسيّة، انّ جثّة الجاسوس الإسرائيلي في مكان سرّي "يستحيل على أيّ جهة غير دمشق الوصول اليها"!
أكثر من ذلك، يُلمح احد المصادر الى انّ عدد قتلى معركة السلطان يعقوب "الإسرائيليّين" يتجاوز ما تُعلنه تل ابيب، اضافة الى ما تُخفيه الاخيرة من أسرى أحياء لدى دمشق تمّ القبض عليهم خلال عمليّات تحرير الجبهات السوريّة خصوصا الجنوبيّة وحلب والغوطة الشرقيّة، تماما مثلما تكتّمت على اكثر من واقعة خرق امني في مطار بن غوريون، وحصيلة خسائرها البشريّة على ايدي المقاومين في حزب الله ابّان عدوانها على لبنان في تموز 2006، حيث اجمعت معلومات وكالات انباء دوليّة حينها، على انّ حصيلة القتلى "الإسرائيليّين" هي اكثر بكثير مما أعلنته تل ابيب، وليحسم مركز " axis of logic"الأميركيّ وقتذاك، نتيجة ما تكبّدته "اسرائيل" في تلك الحرب، ب 2300 قتيل و700 جريح- أُصيب عدد كبير منهم بعاهات دائمة- في صفوف الضبّاط والجنود "الإسرائيليّين"، وليس 119 قتيلا كما ادّعت، وانّ عدد من قُتلوا على متن المدمّرة البحريّة "ساعر" التي استهدفها المقاومون، بلغ 24 جنديّا وضابطا وليس 4 .. فهل نثق بالرّقم الذي تدّعيه تل ابيب حيال قتلاها في معركة السلطان
يعقوب او غيرها؟؟
وعليه، لم تُبد دمشق حماسة حيال الإفراج عن اسيرَين سوريّين في السجون "الإسرائيليّة" بطلب روسي هدف الى تهدئة "امتعاض" الحليف السوري من تهريب رفات الجندي "الإسرائيلي من سورية دون علم القيادة السوريّة.. الا انّ بادرة "إسرائيل" من خلال هذا الإفراج حملت "تسخيفا" لعلاقتها مع موسكو التي قدّمت لها هدايا قيّمة لا تُقدّر بثمن، خصوصا انّ احد المُفرج عنهما كان من المُفترض انتهاء فترة محكوميّته في شهر تموز القادم..
وفيما رجّحت معلومات صحافيّة روسيّة مواكبة، اقتراب مفاجآت في ملفّ رفات الجنود الإسرائيليّين في سورية ولبنان، تحديدا المتعلّقة بالطيّار رون اراد، والجاسوس ايلي كوهين.. لم يستبعد مُعدّا تقرير صحافي بريطاني ان تطفو رفات جنود"اسرائيليّين" جدد الى الواجهة، "على ان يتمثّل الحدث الميدانيّ الأبرز في سورية قريبا، بضربة غير مسبوقة تفتك بميليشيا "قسد"، وظهور قوّات الجيش السوريّ داخل أحياء الرّقة، وارتفاع الأعلام السوريّة من جديد على أسطح أبنية المحافظة"!