على قاعدة "التكرار يعلِّم الشطَّار" فإننا مجددًا، في موازاة مواكبة مناقشة أرقام الموازنة للعام 2019، نضع يدنا بأيدي المناقشين لنقترح عليهم سلسلة من الأبواب التي من خلالها بإمكانهم تحقيق أكثر من دَخل يحقق لهم الأهداف التالية:
رفد الموازنة بأموال هي في الأساس لها، لكنها حادت عن طريقها فذهبت إلى الجيوب الخاصة والحسابات الخاصة سواء في لبنان أو في سويسرا أو اللوكسمبورغ أو باريس أو لندن أو غيرها.
عند رفد الموازنة بهذه الأموال، تبدأ عملية "تدحرج أحجار الدومينو"، انطلاقًا من المقولة الشهيرة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتي تقول: "البلد مسروق مش مكسور".
فحين يقول رئيس الجمهورية هذا الكلام فإنه حقيقةً يعرف ما يقول، وهو لا يلقي الكلام جزافًا.
فمن العام 1991، من منفاه الباريسي، كان يراقب من بعد ولكن من قلب الحدث، ما يجري في لبنان من تنفيعات وسمسرات تحت عدّة عناوين، و"كلُّه عنده مسجَّل"، وحين يحدِّثه أحدٌ عن بدء مرحلة العجز في الخزينة، تعود به الذاكرة ربع قرن إلى الوراء، وتحديدًا حين بدأ "الغرف" وما أدراكم ما "الغرف"...
***
قالوا إن إعادة لبنان إلى خارطة مجتمع الأعمال والاستثمارات في المنطقة تستلزم شبكة اتصالات تتيح للشركات التواصل مع العالم، وتستلزم تيارا كهربائيا أربعا وعشرين ساعة على أربعٍ وعشرين، وتستلزم شبكات طرق واوتوسترادات لأنها الشريان الحيوي في كل بلد يريد ان يكون بلدًا استثماريًا.
بدأ العمل على خطين متوازيين: خط مَن وضعوا الخطط ليأتي العمل متكاملًا، وخط مَن كانوا بالمرصاد ليترصدوا الفرص للإنقضاض على العمولات والصفقات والتنفيعات للذين عاثوا في الخزينة هدراً وفسادًا.
***
أيها الشعب المقهور...
تتذكَّرون ولا شك حين دخل الهاتف الخليوي إلى لبنان، كان امتلاك خط يستلزم أولًا دفع 500 دولار "تأمين" (تأمين على ماذا؟ الله يعلم) وبعد الدفع بشهور يحصل اللبناني على الخط.
إذا كان عدد الخطوط التي بيعت في المرحلة الأولى مئة ألف خط، فأين ذهبت الدولارات التي هي مجموع ما تم دفعه؟
هل ذهبت لتأسيس الشركتين اللتين كانتا آنذاك "سليس" و"ليبانسيل"؟
ولم يقتصر الامر عند هذا الحد، بل هناك الـ 25 دولاراً كاشتراك شهري، هذا عدا الفواتير الشهرية.
هذا المزراب كم حقق من الأموال المجمَّعة؟ وإلى أين ذهبت هذه الأموال؟ وتصوروا لو أن هذه الاموال وُضِعت في صندوق سيادي، فكم كانت حققت من وفر؟
***
لا ينتهي الأمر عند هذا الحد؟ فبعد إغراق السوق بالخطوط الخليوية الثابتة والتي فاقت النصف مليون خط، بدأ طرح الخطوط المسبقة الدفع. أصحاب الخطوط الثابتة شعروا فعلًا انهم تعرضوا للنهب:
500 دولار مسبقة الدفع للتأمين على الخط.
25 دولاراً إشتراك شهري.
وفي المقابل عشرة دولارات فقط لا غير لامتلاك خط مسبق الدفع، دون خمسمئة دولار مسبقة، ودون 25 دولاراً اشتراك شهري.
تريدون استرداد الاموال المسروقة؟ إبدأوا من هنا.
***
ومن الخليوي إلى النفايات... أيها الشعب المقهور...
هل تعرفون أن كلفة جمع ومعالجة طن من النفايات كانت تكلِّف أكثر من استخراج طن من النفط؟ أين ذهبت أرباح النفايات منذ العام 1994 حتى 2017 حين انتهى العقد مع سوكلين؟
هل تريدون تمويل سلسلة الرتب والرواتب؟ اليكم باموال النفايات.
***
تريدون أكثر؟
اسحبوا كل مشاريع التلزيمات من مجلس الإنماء والإعمار.
دققوا في اسماء المتعهدين.
إسألوا عن "متعهد الجمهورية" الذي حاز على معظم التلزيمات، ولا يزال.
***
هذا غيضٌ من فيض، وكلما عدنا إلى الوراء، كلما اكتشفنا المزيد من الاموال المقتطعة أو المنهوبة أو المسروقة في "مغاور الهدر والفساد".
توقفوا عن محاولة اقتطاع "فلس الارملة" من ذوي الدخل المحدود واذهبوا في اتجاه
"ذوي النهب غير المحدود".
وللبحث صلة...