لفت رئيس نقيب المحررين جوزيف القصيفي خلال حفل إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة، الى أن "السيد المسيح قال "تعرفون الحق والحق يحرركم" وقال عمر "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟"، والإمام علي قال "لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرا". التلازم بين الحرية والحق والإرادة جوهر الحياة الإنسانية فلا تضاد بينها بل تكامل يطل على اسرار الوجود، فالديانات السماوية والفلسفات الوجودية تلتقي على تقديس الحرية لانها حق وليست هبة"، مشيرا الى أن "اللبنانيين والصحافيين في الطليعة فهم حبروا بدمهم وثيقة الحرية وهم دفعوا جزيتها عندما تقدمت مواكبهم الى اعواد المشانق عام 1916، وأرواحهم سمت فوق جبروت الموت".
وأكد القصيفي أن "المشكلة اليوم لا تنحسر بثنائية الحرية والمادة بل مشكلة مزمنة فالأساس يكمن في الدور والرسالة كونها ضمانة القيم الأخلاقة والإجتماعية التي يتعين على كل إعلامي التحصن بها"، مشددا على أنه "علينا الإلتفات الى الوضع الجديد الذي وجده التطور الرقمي وهذا يتطلب التفكير بمقاربات مختلفة لدى البحث في واقع الاعلام وهنا معادلة خطيرة ويجب السير بين الخطوط المتعرجة والصحافي هو حامي الحرية ومن حقه على دولته أن تكون الى جانبه وتحصنه بالرعاية التي تقيه شر العوز ليتمكن من اداء رسالته بتجرد والاضاءة على مكامن الخطأ ليتجنب الوقوع في الخطيئة".
ودعا "الزملاء الى النقياد لمثل الصحافة وهذا لا يكون الا بانقاذ الصحافة والصحافيين لانهم الذاكرة الجماعية للوطن وكتبوا مسودة تاريخه وعلامة إزدهاره"، لافتا الى أنه "بفضل حرية الصحافة لبنان أصبح مطبعة الشرق ومكتبته وجامعته وأعطته هويته ولم تكن الصحافة يوما عالة على لبنان".
وجزم القصيفي أن "الدولة مؤتمنة على التاريخ وغير معفاة من واجباها"، داعيا الدولة الى أن "تبادر الى رعاية اصلحافيين وفاء لدورهم التاريخي المشرف ونحن متيقنون من تكاتف الجميع للنهض معا".