أشار سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في لبنان حمد سعيد الشامسي إلى أننا "لو بحثنا عن معنى التسامح لوجدنا أنه من أسمى المعاني الإنسانية فعندما يتمكن الانسان من التغلب على ذاته ويتنازل عن ميله الى الانتقام من أخيه الانسان ويستطيع أن يسامح، يكون بذلك قد وصل الى أعلى درجات الشعور بإنسانية، واعرفوا أن المبادر الى المسامحة هو القوي في نفسه وفي تحكمه وقدرته على السيطرة".
وخلال رعايته طاولة حوار حول "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي وقّعها البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وشيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب في أبوظبي، وذلك في ثانوية راهبات القلبين الأقدسين ـ البوشريّة ضمن مبادرات "عام التسامح"، اعتبر أن "تولي القيادة الإماراتية العيش المشترك أهمية كبرى وتعمل على تعميمه على مستوى العالم، وقد تُرجم ذلك عندما استقبلت أبوظبي البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وشيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب، في لقاء تاريخي نتجت عنه "وثيقة الأخوّة الإنسانيّة"، وأنا أدعوكم الى قراءتها والتعرف الى معانيها العميقة وقيمها الإنسانية لأنها تتضمن أُسسًا مهمة لحياتكم ولمستقبلكم".
وأوضح أن "نموذج العيش المشترك موجود في لبنان بحكم تركيبة هذا الشعب الطيب، وبالتالي فأنتم مسؤولون عن الحفاظ على هذا النموذج، نعم أنتم الشباب تقع على عاتقكم مسؤولية صون هذا النموذج التعددي الفريد من نوعه في محيطه".
وشدد على أن "الإنتقال الى المستقبل الواعد لا يمكن أن يتحقّق إلا بالعلم والمعرفة، وأنتم مدعوّون في هذه المدرسة الرائدة الى أن تثابروا على طريق الإجتهاد لاكتساب المعارف والعلوم لتصنعوا الأمل في المستقبل، فالعلم مدخل للعيش الكريم والمجتمعات المتعلّمة هي الأقدر على صنع السلام المبنيّ على ثقافة التسامح".