أكد وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف أن "قرار مجلس الأمن القومي الإيراني والبرلمان الإيراني بإدراج القوات الأميركية في منطقة الخليج على لوائح الإرهاب لم يكن إجراء استباقيا، وإنما جاء ردا على تصنيف واشنطن للحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية تعرض الأمن الإقليمي للخطر".
وفي حديث لقناة "الجزيرة"، أوضح أن "الحرس الثوري ليس منظمة إرهابية بل هو صاحب دور فعال على الجبهة الأمامية في محاربة الإرهاب ببلدان عدة بينها العراق وأفغانستان، لكن أميركا اتخذت قرارها بتأثير من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي صرح -في تغريدة له- بأنه هو من أقنع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية".
وأوضح الوزير الإيراني أن "القيادة المركزية الأميركية هي التي تورطت في أعمال إرهابية بحق إيران، كإسقاطها الطائرة المدنية الإيرانية فوق مياه الخليج عام 1988 مما أدى إلى مقتل 290 شخصا مدنيا. ولم يكن واضحا وقتها ما إن كان الإسقاط متعمدا أم لا، لكن اتضح لاحقا أنه كان مقصودا لتحقيق أهداف سياسية من بينها دعم الرئيس العراقي حينها صدام حسين في الحرب العراقية الإيرانية، وتعريف الإرهاب المتعارف عليه هو: استعمال العنف لتحقيق أهداف سياسية".
وبشأن تصريحات القادة العسكريين الإيرانيين المهددة بإغلاق مضيق هرمز ومدى توافق ذلك مع إعلان طهران أنها تدعو للاستقرار والسلا، أكد ظريف أن "إيران لا تريد الحرب بل تفضل الحوار والاستقرار، ولكنها أيضا تعودت على مدى سبعة آلاف سنة أن ترد العدوان عن شعبها وأرضها، وبالتالي فهي تقاوم ولا تصعّد".
ووصف الوزير العقوبات الأميركية المفروضة على نفط بلاده بأنها مخالفة لقرارات الأمم المتحدة، ولذلك فحظر النفط الإيراني "غير قانوني"، وسيتواصل بيعه عبر "خطط متنوعة بعضها سيلحق ضررا بالغا بأميركا من خلال تجنب استخدام الدولار في التعاملات".
وأكد ظريف أن الكرة الآن في ملعب أميركا لتحديد ما إن كانت تريد بقاء مضيق هرمز ممرا آمنا للجميع أم لا، لأن طهران لن تسمح بأن تُحرم من تصدير نفطها من خلاله ثم يظل الآخرون يصدرون عبره؛ مشيرا إلى أن لديها "خيارات متعددة" رغم أن مصالحها القومية تقضي بأن يبقى المضيق والخليج مفتوحين لصالح جميع دول الخليج وللعالم.
وشدد على أن أميركا لا تستطيع اتخاذ إجراءات قسرية في الخليج وهرمز لأنها تعرف أن إيران ستعاملها بالمثل، وهي تعرف أن مقاومة جيش إيران وشعبها صلبة وبالتالي فإنه يعتقد أنها ستنأى في الأخير عن مواجهتها عسكريا، وهي المواجهة التي قال إن من أبرز الداعين إليها في الإدارة الأميركية مستشار الأمن القومي جون بولتون.
واتهم ظريف ترامب بأنه "نكث بالتسويات المتفق عليها" حين تخلى عن التزامات سلفه باراك أوباما، واتخذ إجراءات لا تخدم مصالح بلاده بل مصلحة إسرائيل "وعصابة في منطقتنا أطلِق عليها فريق الباءات الثلاث وهم بنيامين نتناياهو وبن زايد وبن سلمان، الذين يدفعون بأميركا في صراع كارثي سيكونون هم أول من سيتحمل عواقبه الوخيمة"، متهما دول هذا الفريق بأنها تتدخل في شؤون الدول الأخرى - كما يجري في ليبيا والسودان- مستعينة بأميركا.