أكد العلامة السيد علي فضل الله، خلال احتفال ضمن أسبوع المبرات في صور، "أننا كنا وما زلنا نؤمن بمد الجسور والتواصل، ونعمل على تأكيد المساحات المشتركة بين جميع أطياف هذا الوطن، مع احترام خصوصية كل مكون"، مشيرا إلى "ضرورة العمل على تأصيل ثقافة الانفتاح وتجذيرها في واقعنا، لكي نخرجه من كلِّ هذه التوترات والانقسامات التي يراد لنا أن نبقى نعيشها".
وشدد على أن "لبنان يمكنه أن يقدم نموذجا رائدا في قدرة الأديان والثقافات على التواصل والتلاقي فيما بينها"، محذرا من أن "هناك من يريد أن يعبث بهذا الوطن وبمقدراته لمصلحة الكيان الصهيوني"، لافتاً إلى "ضرورة أن نبني أجيالنا على هذه الصورة الجامعة، وعلى ثقافة احترام الآخر والتحاور معه، والتلاقي على القواسم المشتركة، فعندها نستطيع أن نحفظ هذا الوطن ومستقبله، وأن نواجه كل التحديات".
وأوضح فضل الله "أننا نجتمع هنا لنكرم الإبداع الذي ينبغي أن يكون جزءا أساسيا من واقع هذه الأمة وفكرها وتراثها وحضارتها ومستقبلها"، مشيرا إلى "أننا في بلد، للأسف، لا يحترم هذه الأدمغة وهذه العقول، ولا يعمل على الاستفادة منها واحتضانها، ما يدفعها إلى ترك هذا الوطن والهجرة إلى بلدان تحترمها وتقدر مواهبها وقدراتها".
ودعا إلى "إعادة النظر في عمليات التوظيف العشوائية التي تحصل في الدولة، والتي غالبا ما تكون بطريقة المحسوبيات والواسطة، ممن لا يملكون الكفاءة والقدرة"، معتبرا أن "هذا البلد بحاجة إلى عملية تغيير وإصلاح جذري، حتى يستطيع أن يواجه هذه الأزمات الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية والمالية التي تعصف به"، معتبرا "أننا في وطن ننتج فيه الكثير من الكلام والقليل من المحاسبة والعمل".