لفتت أوساط سياسية مطلعة، لصحيفة "الأنباء" الكويتية، إلى أنّ "مواقف رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط الأخيرة من ملف مزارع شبعا، ومن أحداث سوريا، وما جرى من تبادل لبعض رفاة قتلى إسرائيليين ومن ثمّ إطلاق سراح اثنين من المعتقلين، "تَبيّن أنّهم ليسوا من المقاومين"، وما قاله جنبلاط عن ملفات داخلية لبنانية، وفي مقدّمتها موضوع الترخيص لمعمل إنتاج إسمنت على تلال عينداره -وهي منطقة باردة جدًّا ومثلجة في الشتاء وبالتالي يتوقّف فيها العمل مدّة 3 أشهر في السنة، وهذه التلال تقع وسط محمية أرز الشوف الطبيعية-، والإصرار على إنشاء المعمل في تلك المنطقة، يشكّل استفزازًا كبيرا لأهالي الجبل، ويثير علامات استفهام عديدة، بينما لدى "حزب الله" مساحات شاسعة في مناطق نفوذه، وهي أقرب لسورية، يمكن إنشاء معمل عليها".
وركّزت على أنّ "جنبلاط وغيره شعروا أنّ "الحزب" تجاوز حدود المراعاة الوطنية المتبادلة الّتي تمّ الالتزام بها بعد أحداث أيار 2008، وأساسها مبادئ إعلان بعبدا ومن ثمّ النأي بالنفس". وأوضحت أنّ "حزب الله" يستقوي على الآخرين، ويعتبر نفسه الوحيد الّذي يمتلك الحق برسم الخطط الإستراتيجية، بينما على الآخرين المشاركة في اللعبة السياسيّة الداخليّة العاديّة فقط، من دون أن يكون لهم حق المشاركة في بحث القضايا الكبرى".
وبيّنت الأوساط، أنّ "من المآخذ الكثيرة على الحزب، أنّه يتدخّل بشكل واسع في شؤون كلّ المناطق والطوائف، بينما لا يسمح لأحد بالتدخّل في مناطقه، ويتّهمه معارضوه، بأنّه يتحمّل المسؤوليّة الكبرى عن الأزمة المالية، لأنّه يهاجم أصدقاء لبنان العرب وغير العرب القادرين على مساعدته، وتقع عليه مسؤوليّة كبيرة عن الإنفلات على الحدود مع سوريا، والّذي يؤدّي إلى خسارة أكثر من 900 مليار ليرة لبنانية من العائدات الجمركية".