اشار رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام في كلمة له خلال محاضرة بذكرى مجاعة جبل لبنان والإبادة الأرمنية ومجازر سيفو الى ان "ما نسميه "سيفو" حقيقة تاريخية في المكان والزمان نحن شهودها وضحاياها بأجسادنا بأهلنا برواياتنا بكتبنا بأشعارنا بفننا بأغانينا بدمعنا بلحمنا بدمنا بالأسماء بالصور بالعائلات بأطلال باقية هناك فيها عبق اجدادنا. ولا يمكن لأحد انكارها ولا محوها ولا التبرؤ منها ولا تغييبها ولا إهمالها ولا دفنها".
وراى افرام ان "ما حصل طال شعوباً واثنيات وطوائف متنوعة من الأرمن والسريان والكلدان والاشوريين ويونان آسيا الصغرى. صحيح أن العدد الأكبر من الضحايا كان من الأرمن الذين سموها في أدبياتهم "المجزرة الأرمنية" وناضلوا على طريقتهم لاحيائها، لكن المسيحيين بأغلبهم كانوا ضحايا القتل والذبح والنزوح والجوع والمرض والتهجير".
وطالب افرام "تركيا بالاعتراف الصريح الواضح الشفاف بما حصل من أجل أن ترتاح عظام أجدادنا. من أجل وقفة ضمير ونقد ذاتي. نحن لا نستثمر دم الشهداء إلا في ساحة الشرف والحرية. لا ننكأ جراحاً ولا نستجر احزاناً ولا نقبل انتقاماً ولا نحمل ضغينة ونتذكر ليس بالضرورة من أجل استعادة اراض ولا من أجل تعويضات مالية بحت بل من أجل الحقيقة".
وشدد افرام على ان "العيش المشترك في صميم رسالتنا وفكرنا، لقد عشنا هنا منذ فجر البشرية، ومنذ بدء نور المسيحية، ثم مع المسلمين نتشارك الهواجس والهموم والايام. صحيح ان في هذا التاريخ محطات مخيفة وقاسية لكنه يسطع ايضاً بالانتصارات والفرح والعطاء. نحن ضدّ صدام الحضارات نحن لسنا فقط مع حوارها بل في قلب عيشها معاً. نحن لا نقبل الهجوم على اي دين. نحترم ونقدر ونجلّ الاسلام الحنيف ونعتبر ان في كل مسيحي شرقي روحاً من الاسلام كما ان في كل مسلم شرقي شيئاً من المسيحية".
وراى افرام انه "لا يمكن للعالم أن يغمض عينيه ويدَّعي انه لا يعرف ولا يسمع ولا يرى. لا يمكن أن تكون الحروب مسلسلاً تلفزيونياً ولا الضحايا أرقاماً ولا يرف له جفن. لا يمكن أنْ يكون الانسان لامبالياً تجاه أي ضحية في اي زمن في اي قارة لاي سبب. مَن يسكت يكون مشاركاً. الضمير العالمي يجب ان يبقى ساهراً متيقظاً لحقوق كل انسان. الحق ليس للقوة بالضرورة فالى متى يصم العالم اذنيه عن صراخ البراءة ويتبع مصالحه؟".
واعلن اننا "في لبنان، حيث جبلنا كسريان قدراً وخياراً نؤمن أنه الواحة والمثال رغم كل عثراتنا كلبنانيين. أنه الدور والرسالة لا الحصن ولا الملجأ فقط. عرفنا جحيمنا أيضاً. اقتتلنا وكنا ساحة، مررنا بكوابيسنا ومجازرنا أمام عيون العالم، تذابحنا وتصالحنا، نحن ندرك ربما أكثر من غيرنا ان لا حلول إلا بالحوار والتفهم والتفاهم والمصالحة والتعالي على الجراح، وعلمني حب الحقيقة أن أرى جمال التسوية".