شدّد العميد المتقاعد الدكتور محمد رمال على أنّ "الوضع الأمني في لبنان مستقرّ جدًّا لاعتبارات عدّة، لها علاقة بالمحيط بعد تقلّص خطر الجماعات الإرهابية إلى حدّ كبير. والوضع الأمني سيكون عاملًا مشجّعًا للحركة السياحيّة لأنّ السائح لا يقصد الأماكن الّتي يعتبر أنّها تشكل مصدر خطر"، مبيّنًا أنّ "الوضع الأمني ممسوك بدرجة تدعو إلى الكثير من التفاؤل، ولكن المساعي تدور حاليًّا في لبنان على إنقاذ الوضع الإقتصادي من الإرباك".
ورأى في حديث إلى وكالة "أخبار اليوم"، أنّ "مشروع الموازنة الّذي يُعَدّ حاليًّا، هو مشروع يتّصل مباشرة بمداخيل اللبنانيين، ولا سيّما الّذين هم في القطاع العام بدرجة أولى. ولكن في ظلّ استقرار الليرة اللبنانية، فإنّ السائح يأتي إلى لبنان وينفق من جيبه دون أن يتأثّر، فيما الإحتمال هو أنّ اللبناني قد يتعثّر سياحيًّا خلال موسم الصيف بسبب الضائقة الإقتصادية". وأوضح أنّ "هذا قد يحدّ من حركته ونشاطاته. وهنا نشير إلى أنّ تأثّر السياح بما يحصل في لبنان، قد يتمّ في ما لو حصل أي ارتفاع بالأسعار، ولكن هذا لا يبدو واردًا إلى الآن".
وعن انعكاسات الإنتظارات السياحيّة الإسرائيليّة في لجم التدهور العسكري في قطاع غزة، ركّز رمال على أنّ "إسرائيل إذا كانت تراهن على موسم سياحي لديها خلال الصيف، فهي حضرت إقليميًّا له منذ وقت سابق، عبر فتح خطوط مع دول عربية عدّة، كما من خلال محاولة إظهار أنّ حجم القطيعة للكيان الإسرائيلي صار ضعيفًا إلى درجة قد تسمح للإسرائيليين بأن يقوموا بسياحة في الخارج، أو قد تسمح للآخرين بأن يقوموا بسياحة في إسرائيل".
وأكّد أنّ "إسرائيل ستستفيد من أي فرصة تظهرها منفتحة في ضوء التطوّرات الإقليمية، من خلال ما أمّنته الإدارة الأميركية لها من انفتاح على العديد من الدول، ومنها بعض الدول العربية، في شكل يبيّن أنّ إسرائيل مساحة إقتصادية آمنة ومريحة، بينما هي تذهب باتّجاه مشروع إقليمي آخر يسمى "صفقة القرن"، إذا كتب لهذه الصفقة أن تتحقق".
كما ذكر أنّ "الدول تستفيد خلال فصل الصيف من تعزيز مواسمها السياحية، لا سيما أنّ معظم الدول تعاني من أزمات إقتصادية، وهي تحتاج الى انتعاش وتحريك للدورة الإقتصادية فيها، وهذا الأمر يتمّ في العادة من خلال تبادل الزيارات السياحية. ودول المنطقة، وإسرائيل أيضًا، يبدو أنّها تنشط في العمل على ملفاتها السياحيّة".