أشار المطّلعون على موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، إلى انه "وصل به الاستياء حدوداً عالية جداً نتيجة ما يتعرّض له داخل بيته الدرزي، على رغم من المواقف المهادنة والمراعاة لـ"حزب الله" التي أظهرها في كل المراحل السابقة. فقد عمد الحزب إلى تقوية حلفائه الدروز، على حسابه، وفي شكل استفزازي".
وكشف هؤلاء في حديث لـ"الجمهورية" أن جزءاً من المآخذ الاشتراكية يعود إلى أن جنبلاط أبدى منذ زمن بعيد عدم ممانعته لقاء الأمين العام لـ"الحزب" السيد حسن نصرالله من أجل التفاهم على بعض المسائل مباشرة، لكنه لم يلقَ التجاوب في الجانب المقابل. زاد في منسوب التوتر موقف "الحزب" من مسألة معمل نقولا فتوش للاسمنت في عين دارة. فالتلوث الذي يتسبب به المعمل يضرب معظم عاليه والشوف ويشكل خطراً على محمية أرز الشوف.
وأضاف المطلعون، ليس واضحاً مَن هم الشركاء في هذا المعمل، بين لبنان وسوريا. وهؤلاء سيجْنون الأموال على حساب الناس في الشوف وعاليه والمتن الأعلى. وقد تلقّى فتوش دعماً مطلقاً من "الحزب"، بما يشكل تحدياً للأهالي.
وأضافوا "المواجهة المفتوحة حول مزارع شبعا جعلته أقوى، لا درزياً فحسب، بل أيضاً مسيحياً وسنّياً وشيعياً. فالجميع يتفهمون أن لبنان لا يتحمل أن يكون مادةً أو ساحة نزاع، وأن يذهب "فَرْق عُملة" بين القوى الإقليمية. وتجربة "أبو أياد" الذي كان يعتبر أن تحرير فلسطين يمرّ من جونيه كانت مدمّرة للفلسطينيين ولبنان".