لفتت صحيفة "الفايننشال تايمز" في مقال افتتاحي الى إن تركيا تبتعد عن الديمقراطية بعدما قررت إعادة الانتخابات المحلية في مدينة اسطنبول. واعتبرت إنه بعد سنوات من حكم الرئيس رجب طيب أردوغان وميوله المتزايد إلى التسلط فازت المعارضة بالانتخابات البلدية في اسطنبول فأعطت بارقة أمل بأن الديمقراطية لم تمت في تركيا. ولكن قرار إلغاء نتيجة الانتخابات أطفأ هذه البارقة.
ورأت "الفايننشال تايمز" أن إعادة الانتخابات يعطي لحزب اردوغان فرصة لاستعادة مقاليد الأمور في أكبر مدينة في البلاد. ولكنها ستكون ضربة لسمعة تركيا السياسية والاقتصادية في كل الحالات. وكانت هزيمة حزب العدالة والتنمية في المدينة التي سطع منها نجم أردوغان حدثا ذا رمزية كبيرة. فقد بينت أن تركيا متمسكة بالديمقراطية، لكن قرار إعادة الانتخابات شوه هذه الصورة.
واعتبرت الصحيفة أن هذه القرار له تبعات خطيرة، من بينها أن الشعب التركي قد يفقد ثقته في الديمقراطية والتداول السلمي على السلطة. وهذا سيكون إذا فاز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات الثانية. فقد شهدت البلاد اضطرابات وأعمال عنف في السابق، اسفرت عن قتلى وجرحى. مثلما حدث عام 2013. كما أن الجيش قد يفقد صبره مع حزب العدالة والتنمية بسبب ما حدث في الماضي من إقالات في صفوفه.
وذكرت "الفايننشال تايمز" أن الاقتصاد التركي قد يتضرر أيضا، إذ أن الرسوم الأميركية دفعت البلاد إلى الركود العام الماضي. فالتضخم في البلاد قارب 20 في المئة. وقد أدى خبر إعادة الانتخابات في اسطنبول إلى تراجع قيمة الليرة إلى أدنى مستوياتها منذ تشرين الأول.
واوضحت أن المستثمرين الأجانب متخوفون من تصرفات رجل تركيا القوي الذي نصب صهره وزيرا للمالية بدل خبراء معروفين في الاقتصاد. ورأت أن حكومة أردوغان عليها أن تهتم بالاقتصاد بدل المناورات السياسية.