رأى العلّامة السيد علي فضل الله أنه " لا يمكن أن نشهد التّغيير في واقعنا، إلا إذا شهدنا تغيّراً في عقلية الحاكم وعقليّة المحكوم على حدّ سواء، الكلّ لا بدّ أن يتغيّر حتى نعالج أزمات البلد السياسيّة، والتي أنتجت الأزمة الاقتصادية التي نعاني منها."
وفي كلمة له خلال الإفطار السنوي الذي أقامته جمعية المبرّات الخيرية في مجمع ثانوية الكوثر ومبرّة السيدة خديجة الكبرى، قال:" ما عانيناه ولانزال نعانيه في لبنان من مشاكل، لا يعود إلى الأديان في تنوّعاتها العقائدية أو الفكرية أو الفقهية، ولكن يعود إلى الطائفية بمعناها العشائريّ، وهذه الطائفيّة، كما كان يردّد السيّد محمد حسين فضل الله، ليست ديناً، بل هي عشائريّة لا تحمل حتّى قيم البداوة، وهي تتلبّس بلبوس الدّين، ولا تحمل قيمه ولا جوهره."
وأكد أن:" بلداً كلبنان؛ بلد فسيفساء الأديان والمذاهب، يُفترض أن يكون صورة معبِّرة عن القيم الجامعة بين الأديان، وأن تكون هذه القيم حاضرةً على المستويات كافّة؛ من القاعدة حتى رأس الهرم."
وأضاف:" ما كلّ ما نتمنّاه ندركه لأن الطائفيّة تجذَّرت في عقولنا وفي سلوكنا، وهي الّتي لطالما أمّنت، ولاتزال تؤمِّن، الغطاء للفاسدين والعابثين، وأفرزت كلّ هذا الواقع السيّئ الذي نحن فيه، فأصبح البلد بقرةً حلوباً لتأمين مصالح وأهداف خاصّة، ومدخلاً للوصول، وباباً للتّمييز بين الناس وتكريس سلطة الأقوياء. والأصعب من كلّ هذا، هو أنّ محاسبة الأشخاص سرعان ما يُترجَم على أرض الواقع أنّه مسّ بالطائفة والدّين!"