إختتم إجتماع شركاء مجلس كنائس الشرق الأوسط السنوي في لبنان الذي انعقد هذه السنة تحت عنوان "نحو سياسات في سبيل كرامة الإنسان" في المركز الإنجيلي للمؤتمرات في ضهور الشوير من 6 الى 8 أيار 2019. وكان افتُتِح إجتماع اليوم الأخير بصلاة وتأمل تلاه عرض لمشروع جديد يحضّر لاطلاقه مجلس كنائس الشرق الأوسط عالميا، في ندوة حملت عنوان "Kairos الشرق الأوسط نحو ميثاق عالمي للكنيسة" حاضرَ فيها مدير الدائرة اللاهوتيّة والمسكونيّة الأب غابي هاشم ومستشار السياسات والتواصل في مجلس كنائس الشرق الاوسط الأستاذ زياد الصائغ، وإدارة المدير الوطني للأعمال الرسولية البابويّة في لبنان الأب روفائيل زغيب.
ويحمل المشروع مبادرة إنقاذية لمسيحيي الشرق الأوسط بعدما أصبح مستقبلهم مهدّدًا، مسلّطًا الضوء على دور الكنائس في حفظ الهويّات وخدمة الرسالة المسيحيّة وتعزيز العيش المشترك مع المسلمين. وتعمل المبادرة على تعزيز التعاون بين مجلس كنائس الشرق الأوسط والكنائس العالميّة وأصدقاء المجلس لوضع مسوّدة وثيقة حول القضايا الأساسيّة في المنطقة. وستخرج المسوّدة بتوصيات بعد إجراء دراسات على أربع مراحل في 8 دول بينها دول الخليج العربي.
من جهته شدّد الأب غابي هاشم خلال الندوة على أهميّة تجديد المقاربة الكنسيّة للعمل الإنساني وعدم التوقّف عند الحقوق، بل تجاوزها إلى المفهوم الإنتربولوجي المسيحي أنّ كلّ إنسان هو على صورة المسيح. وأوضح هاشم أنّ الوثيقة ستفتح الباب لجميع الكنائس من أجل التفكير معاً في حلول لمشاكل المسيحيين، مؤكّداً أنّ التحدّي الأكبر هو في كيفية التزام الكنائس بوثيقة موحّدة. ولفت هاشم أن المشروع "أشبه بمحاولة لكي يصبح لنا موقفًا نبويًّا في سبيل خدمة الشعوب ومساعدتها في اتخاذ قراراتها".
فبما إعتبر زياد الصائغ أنّ "الوقت قد حان للعمل على تفادي التدمير الحاصل في جحيم الشرق الأوسط"، مشيراً إلى أنّ المشكلة تكمن في اتّخاذ موقف واضح. وأكّد أنّ الموقف الذي سيصدر عن هذا الميثاق لن يكون حكرًا على مجلس كنائس الشرق الأوسط، بل سيصدر بالتعاون مع الكنائس المشاركة كافّة.
وشدّد الصائغ على أنّ "Kairos" ليست كلمة منفردة، بل هي جزء من التجسّد ولديها خصوصيّة في السياق اللاهوتي، مضيفًا "نحن بحاجة إلى محاكاة مماثلة للدراسات التي تصدر عن مراكز الأبحاث في الولايات المتّحدة وأوروبا". وهدف هذه المبادرة "طرح ميثاق موحّد للكنائس الشرقيّة والغربيّة على الجمعية العامّة للأمم المتّحدة".
وتلت الندوة مداخلة للأمين العام لمنظمة ACT Alliance رودلمار بوينو دي فاريا، إعتبر فيها أنّ جميع المنظّمات الدوليّة ومنها الأمم المتّحدة تواجه معضلةً "البيئة المتغيّرة جدًّا" في الشرق الأوسط، بحسب تعبيره. وإذ استنكر رودلمار "عدم تضامن الكنائس وصمتها ضدّ من ينتهكون كرامة الحياة والإنسان"، شدّد على أنّ "تقاطع الأصوليّة الدينيّة مع الأصوليّة السياسيّة والإقتصادية هي المعضلة اليوم، والكنيسة هي جزء من هذه المشكلة"، وحذّر رودلمار من أنّ "عدم تغيير مسار عمل الكنائس سيؤدّي حتماً إلى مأزق كبير وستتأثّر به الفئات الأكثر حرمانًا".
بعدها إنطلقت ورش العمل والنقاشات بين الشركاء ودوائر مجلس كنائس الشرق الأوسط، وتوزعوا بحسب اهتماماتهم وناقشوا المشاريع المستقبليّة لكل دائرة.
وشكرت الأمينة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ثريا بشعلاني كل الشركاء على دعمهم الدائم للمجلس وكنائس الشرق وكرامة الانسان فيه، واتفق الجميع على استكمال التعاون في مختلف المشاريع اللاهوتية والاغاثية والاعلامية وشددوا على ضرورة دعم مشروع Kairos الشرق الأوسط وكل خطوة تعزّز السلام والحوار بين الأديان.