تؤكد اوساط سياسية في تحالف حركة امل وحزب الله ان مجرد حصول اللقاء االثنائي بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي في عين التينة برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري، يؤشر الى ان الطرفين إيجابيان ولا يرغبان بمزيد من التصعيد وانهما لا يسعيان الى قطيعة وخصوصاً بعد "الدوز العالي" من النائب السابق وليد جنبلاط بخصوص سلاح المقاومة ولبنانية مزارع شبعا.
وتشير الاوساط الى ان اتصالات جرت بالطرفين من قبل ممثلين عن الرئيس بري وادت الى اجتماع مساء الاحد والذي ضمّ عن حزب الله المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، والوزير السابق غازي العريضي والوزير وائل أبو فاعور عن الحزب التقدمي الاشتراكي، بحضور وزير المال علي حسن خليل ومسؤول الإعداد والتوجيه في حركة أمل أحمد البعلبكي.
وتشير المعطيات المتقاطعة بين حزب الله وحركة امل والاشتراكي الى ان اللقاء بحد ذاته ايجابي وكان مناسبة لتبادل العتب والود والنقاش ولكسر الجليد ومنع القطيعة التي باتت ترتسم معالمها بعد التصعيد الميداني لانصار جنبلاط ونوابه مع القوات اللبنانية في عين دارة وخصوصاً في التحرك الاخير. وتشدد الاوساط على ان الطرفان متمسكان بمواقفهما وجرى عرض لكل المواقف وابدى كل طرف وجهة نظره منها من دون ان يتطرق النقاش الى عمق الخلافات او يسعى لايجاد ارضية للحل. وتؤكد اوساط تحالف امل وحزب الله ان النقاش تطرق ايضاً الى ملف العلاقات التاريخية بين الطائفتين الشيعية والدرزية وخصوصاً في اماكن التماس الشعبي والقرى المتجاورة في الجبل وفي العاصمة باستثناء بعض صفحات الحرب الاهلية البغيضة والمؤلمة بين امل والاشتراكي قبل العام 1988 واحداث الجبل في 7 ايار 2008 بين حزب الله والاشتراكي والتي يريد الطرفان طيها الى غير رجعة وإبداء كل المرونة والايجابية في تجاوز الصفحات السوداء من تاريخ العلاقة المشتركة.
وتشير الاوساط الى ان الطرفان طرحا مدى سوء التأثير الذي يخلفه الاستخدام المتفلت من الضوابط وخصوصاً الفئات المتحمسة والمتهورة من الشباب ومن مناصري الطرفين وما يحدثه من ردات فعل عصبية وغرائزية وطائفية ومذهبية، وتترجم بالمواقف التي تم التعبير عنها خلال العشرة ايام الماضية والتي تنذر بوقوع فتنة وحرب اهلية. كما عبرا عن اسفهما لعدم القدرة على ضبط غير الحزبيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي وما يتسببون به من نبش الاحقاد واستثارة العصبيات وخصوصاً لدى الشباب المتحمس. كما نبها الى جهات تريد تغذية ونبش صفحات 7 ايار 2008 واستذكار احداث الجبل وقتها عبر اعادة بث مقاطع مصورة من بعضها.
وفي حين لم يُحدد موعد ثان للقاء جديد، تشير المعطيات الى ان الامور متروكة لتقدير الرئيس بري وحكمته وخصوصاً ان لا مانع من الطرفين ان يكون هناك لقاءات اخرى برعاية بري وتعقد في عين التينة على غرار جلسات الحوار الشهيرة بين حزب الله والمستقبل في الاعوام الماضية والذي خفف من التشنج السني- الشيعي والتوتر المناطقي في الاحياء المشتركة. وفي المقابل لا تستبعد اوساط اشتراكية اي سيناريو لاستعادة العلاقة مع حزب الله ذلك ان لا مصلحة لاحد منهما بقطيعة مع الآخر او بفتنة درزية- شيعية او باستعادة اجواء الاحتقان في 7 ايار كما ان جنبلاط يرسم خطاً احمر بالنسبة لامن الجبل.
في المقابل تؤكد اوساط في 8 آذار ان سبب انزعاج جنبلاط وارتفاع نبرة رفضه لمعمل عين دارة كونه يعتبر ان حزب الله عبر دعمه لحليفه نقولا فتوش يضع يده في "عب جنبلاط وجيبته" انه انه يقاسمه النفوذ الاقتصادي والمالي والمناطقي من دون اذنه او مشاركته او ان يكون له حصة من مشروع معمل "ترابة الارز" وهو امر لا يمشي "وفق الاعراف" والطريقة اللبنانية في التلزيمات المناطقية والسياسية ومناطق النفوذ.