أفادت صحيفة "الخليج" الاماراتية بأن "ايران دخلت في مواجهة جديدة مع أوروبا، إضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعدما أعلن الرئيس الايراني حسن روحاني انسحاب بلاده من التزامات عدة في الاتفاق النووي الذي جرى التوقيع عليه مع الغرب عام 2015، قبل أن تنسحب منه واشنطن في وقت سابق من العام الماضي، ترافق مع فرض الرئيس الاميركي دونالد ترامب عقوبات مشددة عليها في خطوة لإرغامها على إعادة توقيع الاتفاق بشروط تختلف عن تلك التي تم التوصل إليها في ظل حكم الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما".
ولفتت إلى أن "الخطوة الإيرانية لا شك تثير قلق أوروبا ومعها الصين وروسيا، التي سارعت للتأكيد على ضرورة التزام الأطراف كافة بالاتفاق وعدم التصعيد، ورفع الاتحاد الأوروبي من سقف لهجته عندما أبلغ إيران بوجوب التقيد بتنفيذ التزاماتها كاملة، فيما كانت الرئاسة الفرنسية أكثر وضوحاً بالحديث عن أن أوروبا ستضطر لإعادة فرض عقوبات على إيران إذا تراجعت عن أجزاء من الاتفاق، ما يعني أن الخلافات امتدت لتشمل ليس فقط الولايات المتحدة الأميركية، بل والاتحاد الأوروبي أيضاً".
وأشارت إلى أنه "من الواضح أن إيران ترغب في قلب المعادلة بعد الشعور بازدياد عزلتها وتأثير القرارات الأميركية الأخيرة عليها، خاصة على الاقتصاد، انعكس ذلك بشكل جلي بتصريحات روحاني ووزير خارجيته جواد ظريف، اللذين شكيا من انهيار اقتصاد البلاد وعدم قدرة البلد من تصدير النفط، الأمر الذي دفع طهران إلى اتخاذ قرار بمواصلة تخصيب مخزون اليوارنيوم في الداخل، بدلاً من بيعه إلى الخارج، والتهديد باستئناف إنتاج يورانيوم عالي التخصيب خلال 60 يوماً، بل إن روحاني توعد دول الاتحاد الأوروبي بمزيد من التصعيد، إن لم تف بتلك الالتزامات، من بينها تطوير مفاعل أراك للمياه الثقيلة، اعتماداً على خطط تمت قبل توقيع الاتفاق".
وأضافت الصحيفة: "تزامنت هذه التطورات مع إرسال الولايات المتحدة الأميركية حاملة الطائرات إبرهام لينكولن إلى منطقة الخليج لمواجهة ما تسميها تهديدات تواجه القوات الأميركية وحلفاءها، من إيران، ويمكن فهم ذلك من خلال الزيارة التي قام بها مؤخراً وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو، الذي حرص على توجيه رسائل إلى طهران، فحواها أن لدى الولايات المتحدة القدرة على مواجهة أي خطر يهدد مصالحها أو مصالح حلفائها في المنطقة"، متسائلة: "هل بإمكان أصدقاء إيران إنقاذ اقتصادها المنهار بفعل العقوبات الأميركية الصارمة، أم أنهم سيتركونها تواجه مصيرها بمفردها؟، فبالنسبة للأوروبيين، فإن إمكانية تراجع تأييدهم لطهران تبدو ممكنة، لكن بالنسبة لروسيا والصين، فإن موقفيهما سيكونان أكثر صرامة ليس حباً بإيران، بقدر عدائهما للولايات المتحدة الأميركية".
وسألت: "هل انتهت اللعبة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران؟ المؤشرات التي نشاهدها اليوم تقود إلى ذلك، خاصة بعد أن أبدت واشنطن حزماً وجدية أكبر في التعاطي مع إيران، لدرجة دفعتها إلى التخلي عن أصدقائها الأوروبيين أو على الأقل التشكيك بمواقفهم، فيما وصلت طهران إلى الأمتار الأخيرة في مواجهتها مع واشنطن، وتوشك على خسارة السباق".