أقامت سفيرة الاتحاد الاوروبي كريستينا لاسن وفريق عمل البعثة حفل استقبال، مساء امس، بمناسبة "اليوم الاوروبي"، في متحف معوض زقاق البلاط، في حضور وزير البيئة فادي جريصاتي ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب ميشال موسى ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائبة ديما جمالي ممثلة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وقد القت السفيرة لاسن كلمة شددت فيها على ان "انه يوم مميز بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي. إنه يوم نشعر فيه بالامتنان لمدى التقدم الذي أحرزناه منذ الأيام الأولى لتعاوننا في أوروبا التي مزقتها الحرب وقسمتها منذ نحو 70 عاما. كما أن هذه السنة تحديدا مميزة للاتحاد الأوروبي في لبنان لأنه في عام 2019 أتم الاتحاد الأوروبي 40 عاما على وجوده في لبنان. إنها أربعة عقود من العمل معا. لقد أنشئت أول بعثة للاتحاد الأوروبي في عام 1979 في أوج الحرب، وقد استمررنا منذ ذلك الحين، في الأوقات الجيدة كما في الأوقات السيئة".
ولفتت لاسن الى ان "في العام 1979، كان هناك عشرة أشخاص فقط يعملون في مكتبنا، وبصورة رئيسية في مجال المساعدات الإنسانية. أما اليوم فنحن أكثر من 100 موظف في الاتحاد الأوروبي نعمل في كل قطاعات البلاد تقريبا وعلى مختلف مستويات المجتمع اللبناني. ويظهر هذا بوضوح مدى أهمية لبنان بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي. لن أخوض في تفاصيل جميع المجالات التي نعمل فيها معا، ولكن أقول إنها تتراوح بين دعم التنمية الاقتصادية، ومكافحة تغير المناخ وحماية البيئة، والعمل مع الجيش اللبناني الذي يحمي حدودكم ومع الحكومة والمجتمع المدني لتعزيز الحكم الرشيد وحقوق الإنسان ومكافحة الفساد. وقد يبدو كل هذا مجردا بعض الشيء، ولذلك ارتأينا إقامة معرض صور صغير هنا في الحديقة وآمل في أن يكون لديكم الوقت الكافي للتجول فيه".
وذكرت لاسن زيارتها الأخيرة لرئيس بلدية عرسال، مشيرة الى ان "كنت زرته قبل عام ونصف بعدما دحر الجيش اللبناني الإرهابيين من منطقة عرسال، في ذلك الوقت، كان رئيس البلدية والسكان يشعرون بالإهمال والنسيان من الجميع. هذه المرة، كنت سعيدة عندما أخبرني كيف يشعر معظم الناس في بلدته اليوم بالأمان وأن الأمور تتحسن" وشكرت "العمل الدؤوب للجيش اللبناني وأيضا للجهود الكبيرة التي بذلها المانحون والحكومة في المنطقة. وبالتعاون مع الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الأخرى، نواصل العمل للتأكد من السيطرة على حدود لبنان، وضمان أمن المطار، ومكافحة الإرهاب ومنعه".
وقالت: "كل هذا يظهر كيف أن أوروبا حريصة وملتزمة بدعم الاستقرار والأمن والتنمية الاقتصادية في لبنان. ولكن مستقبل لبنان يتوقف على الإرادة السياسية والقيادة. في الاحتفال بيوم أوروبا العام الماضي، تشرفنا باستضافة كل من رئيس مجلس الوزراء ونواب منتخبين بموجب القانون الانتخابي الجديد. ويسرني هذا المساء بشكل خاص أن أرحب بممثلي الحكومة التي تشكلت أخيرا في كانون الثاني. لقد عملتم خلال بضعة أشهر على المهمة الصعبة لمعالجة التحديات الكثيرة التي يواجهها لبنان وإجراء الإصلاحات اللازمة".
واكدت لاسن "ان مفتاح جميع جهود الإصلاح هو التنفيذ، فسواء كان الأمر يتعلق بالكهرباء أو بالموازنة أو باستراتيجية مكافحة الفساد التي نأمل في أن يتم تبنيها قريبا أو غيرها من تشريعات الإصلاح، ما من وقت نضيعه. ويريد الشعب اللبناني رؤية التغيير والإصلاحات. نعلم جميعا أن التغيير لا يأتي بسهولة ولكنه ممكن. وإذا كان هناك شيء واحد قد تغير، فإن حقيقة وجود أربع نساء في الحكومة وعدد أكبر منهن في مجلس النواب يشكل نقلة في الاتجاه الصحيح وهو دليل على إمكان كسر الحواجز. ونأمل في أن نرى الكثير من النساء في السياسة وكذلك في المناصب العليا في قطاع الأعمال والقطاع العام في السنوات المقبلة".