لفت بطريرك انطاكية وسار المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي في كلمة له خلال اليوم الثامن من زيارته عكار الى أننا "نتكلم عن العيش الواحد، لان هذا ما نعيشه، ولذلك صلاتي الى الرب ان يزيد ابناء عكار مسلمين ومسيحيين بكل المحبة والخير"، مهنئا "المسلمين بهذا الشهر المبارك، فاننا ككنيسة وكمجتمع الى جانب بعضنا البعض، وهذا ما نعمل لاجله دائما".
وأكد أننا "كمسيحيين في هذا الشرق باقون وثابتون، وهذا الشعب الطيب دليل على ما نقول ونحن لسنا ضيوفا في هذا الشرق بل نحن هنا منذ زمن بعيد جدا، والمسيح ولد في هذه الديار وانطلقت المسيحية الى كل العالم"، مؤكدا على "ثباتنا وما حصل في كل ارجاء المنطقة من فلسطين الى العراق وما يحصل في سوريا فاننا نرفضه وندين الارهاب وندين كل هذه الروح الغريبة عن تاريخنا، صلاتنا ان يحميكم ويحمي عكار ولبنان".
بدوره أشار رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج ابو جودة الى أننا "في عكار كما في كل لبنان نعيش هذه الوحدة على الصعيد الحياتي والإجتماعي في مختلف الظروف والمناسبات وأبناء شعبنا يعيشون هذه الوحدة في عائلاتهم وأعمالهم وكل مناسباتهم الإجتماعية"، مشيرا الى أننا "نعيش هذه الوحدة الإجتماعية مع إخوتنا غير المسيحيين من إخوة سنيين وعلويين، إذ أننا نلتقي معا دوريا في اللقاء العكاري الذي نحاول من خلاله بث روح الوحدة بين أبناء الشعب الواحد حفاظا على بلادنا وعلى قيمنا المشتركة. فلبنان كما قال عنه البابا القديس يوحنا بولس الثاني ليس مجرد وطن كغيره من الأوطان، بل هو بلد رسالة للشرق والغرب والعالم أجمع، نظرا لما تميز به عبر الأجال من عيش واحد بين أبناء شعبه إلى درجة أن قداسته قد أراد أن يعطيه مثالا للعالم وللبلدان التي تعيش الخلافات الدموية والصراعات العقائدية بين أبنائها، والتي يعاني فيها المسيحيون من إضطهاد من قبل جماعات تدعي الدفاع عن الإيمان والإيمان منها براء، إذ أن ضحاياها هم من أبناء دينها وجماعتها وليس فقط من المسيحيين، وإن ما نراه حاصل في البلد الشقيق سوريا، وغيره من البلدان لأكبر دليل على ذلك".
واضاف: "إننا نكرر ترحيبنا بكم يا صاحب الغبطة وبصحبكم الكرام، ونطلب بركتكم وتشجيعكم لنتابع لقاءاتنا وإجتماعاتنا في اللقاء العكاري الدائم، سعيا وراء ترسيخ الوحدة الوطنية، التي يعطينا فيها المثل أبناء منطقتنا في الجيش اللبناني وفي مختلف القوى الأمنية، الذين مزجت دماء الكثيرين منهم بدماء بعضهم البعض وبتراب هذا الوطن الغالي، حفاظا عليه ودفاعا عنه ضد كل المعتدين".