أشار النائب البطريركي العام على صربا المطران بولس روحانا في قداس ترأسه لراحة نفس البطريرك مار نصرالله بطرس صفير في كنيسة مار روكز في ريفون، إلى انه " شاءت العناية الإلهية أن يصادف يوم زيارتي الرعوية إلى بلدة ريفون هو يوم عودة البطريرك صفير إلى ديار الآب، يوم الأحد فجرا وهو ينعم بالحياة الأبدية كما ترجى ذلك في كل حياته الكهنوتية والأسقفية والبطريركية.كلنا اليوم متحدون مع كل الرعايا المارونية في لبنان وفي بلاد الانتشار صوتا واحدا وقلبا واحدا، من أجل بطريركنا ليلقاه الرب بالرحمة ويجازيه خير مجازاة".
وأضاف: "في هذا الإطار نودع معكم إبن ريفون الذي انطلق من هذه البلدة إلى الرعاية الشاملة. فبعد خدمة قصيرة في ضيعته، إنتقل إلى أمانة السر في البطريركية وتمرس منذ ذلك الوقت على خدمة الكنيسة وأبنائها جمعاء. البطريرك صفير كان الشاهد الحي لحضور الرب وقد عرفناه منذ أيام شبابنا، وعرف أن يكون الخادم الأمين ومتى يختفي ليتمجد الرب في خدمته".
واستذكر روحانا روح البطريرك صفير الوطنية، "هو رجل الكنيسة والدولة في آن معا وقد خدم وطنه وشعبه بكل إخلاص وتفان، هو وطن في شخص عمل من أجل بناء وحرية المؤمنين حاملا هموم شعبه في قلبه وصلاته. وفي زيارة البابا يوحنا بولس الثاني إلى لبنان، أكد لنا أن لبنان هو أكثر من بلد...إنه رسالة وأنموذج متعدد في التعايش للشرق كما للغرب. ومن هنا نتذكر كلام البطريرك صفير المزروع في أذهاننا: "الحرية إذا عُدِمناها...عُدِمنا الحياة".
وختم روحانا موصيا: "هذا هو الإرث الكبير الذي يتركه لنا اليوم البطريرك الراحل، فيكفينا أن نبقى مشرذمين وكل يعمل لمصالحه، بل لنتحد ونكون شركاء في هذا الوطن وفاء لذكراه. نودع اليوم إبن ريفون الحبيب ويطيب لنا أن نتذكره يوما بعد يوم....فليكن ذكره مؤبدا".