أكد رئيس "الحزب السوري القومي الإجتماعي" حنا الناشف أنه "سنة مرت على إجتماع المجلس القومي الأخير، حصلت خلالها أحداث جسام في أمتنا وعلى ارضها أثرت تأثيرا مباشرا عليها، وهذه الأحداث لم تكن وليدة الساعة، بل كانت حلقة من حلقات الصراع على أمتنا التي بدأها الغرب وفي طليعته الولايات المتحدة والدولة الصهيونية المغتصبة، بهدف تفتيت الأمة السورية، بعد أن فتتها بالمؤامرات الى كيانات متصارعة".
وخلال الإجتماع السنوي المخصص لتلاوة تقريري السلطتين التشريعية والتنفيذية ومناقشتهما، في فندق رامادا بلازا- بيروت، لفت الناشف إلى "أن الغرب استخدم شعارات براقة ووسائل خادعة ومضللة (نشر الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وما سمي بالربيع العربي)، وسائل دمار وتفرقة ونيران في بعض الدول العربية، وأدخل القتلة والعصابات المسلحة والإرهابيين المدججين بالسلاح لزرع الفوضى والرعب والهلع في متحداتنا وكياناتنا السورية باستخدام الوحشية في القتل المنقول تلفزيونيا واعتماد التطرف الديني وسيلة من الوسائل الاشد فتكا في تفكيك وحدة شعبنا وتشريده ونزوحه، وفي تأليب بعضه على بعض. وفرض على الدول الخليجية تزويد الارهابيين بالمال والرجال والأسلحة بسخاء وغباء منقطعي النظير".
وأشار الناشف إلى أنه "مع هزيمة الارهاب سارعت جيوش الغرب وأسلحته للانتقال الى التدخل المباشر في محاولة واضحة لمعاونة الارهابيين لتثبيتهم في أماكن احتلالهم واغتصابهم للمدن والقرى وجرى اختلاق الاضاليل والمزاعم والأكاذيب، ما دفع روسيا والصين إلى استخدام الفيتو لمنع اميركا والغرب عن التدخل تحت سقف الذرائع الكاذبة".
ولفت إلى "أن تركيا تدخلت بواسطة جيشها لاحتلال أراض سورية، ورعت وسهلت دخول الارهابيين والسلاح والمال إلى الشام، ودورها في دعم الارهاب، وفي عمليات سرقة وتخريب المواقع الأثرية وسرقة الثروات الوطنية بما فيها الغاز والبترول، وبيعها بواسطة الأتراك لتمويل الارهابيين".
وأشار الى "دعم الكيان الصهيوني الغاصب للارهابيين في الشام ومؤازراتهم بالعمليات العدوانية المباشرة، بالتوازي مع بدء تنفيذ مخطط قضم كل فلسطين عن طريق الغطرسة والإرهاب، وعن طريق ضرب الروح المعنوية لشعبنا في فلسطين"، معتبرا "أن اعتراف اميركا بالقدس عاصمة لكيان الاغتصاب وبنقل سفارتها اليها، هو جزء من مخطط "صفقة القرن" التي من بنودها جعل أبو ديس عاصمة ما يتبقى من فلسطين، كما أن القرار الأميركي باعتبار الجولان المحتل ضمن ما يسمى سيادة الكيان الصهيوني، تعد سافر على القوانين والأعراف والقرارات الدولية والشرعية الدولية".
ولفت إلى "أن الدول المعادية تمكنت من احتلال بعض الأراضي والمواقع، إلا انها لم تتمكن من الثبات فيها، واستطاعت تدمير جزء كبير من الأبنية والجسور والسدود وغيرها إلا أنها لم تستطع تدمير إرادة شعبنا بالدفاع عن الأرض وبتقديم التضحيات الكبرى لاستعادتها. فلقد استطاع شعبنا في العراق أن ينتصر على الارهابيين، والإجهاز على تجمعاتهم وعلى طردهم من ارضه بفضل جيشه والقوى الرديفة من افراد شعبنا".
وأكد الناشف أنه "استطاع شعبنا في لبنان أن يستعيد عافيته الأمنية بعد أن نكلت بها يد الغدر الارهابي بالتآمر وبالسيارات المفخخة وبالتفجيرات في الاماكن المكتظة، وذلك بفضل قواه الامنية وجيشه. كما استطاع بفضل المعادلة الذهبية ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة أن يحرر أرضه ومناطقه الجبلية من فلول الارهاب والإرهابيين".
وأشار الى أنه "استطاع شعبنا في الشام أن يوقع الهزيمة بمئات الآلاف من جيوش الارهاب الذين استقدموهم من كل مكان في العالم، وأن يحرر أجزاء كبيرة من أرضه من رجس احتلالهم وتخلفهم وفجورهم ووحشيتهم، وذلك بفضل قيادته الشجاعة وبفضل جيشه والقوى الرديفة وبفضل المقاومة الباسلة التي كان حزبنا جزءا فاعلا منها في قرانا وعلى كل الجبهات، وقد سطر نسور الزوبعة هناك آيات العز والشموخ بدمهم وبإيمانهم وبتضحياتهم".
وأشار الى أنه "ورغم أنه لا يزال هناك أجزاء غالية من أرضنا في الشام ترزح تحت الاحتلال والاغتصاب، برعاية وبتدخل وبمشاركة أميركا والكيان الصهيوني والتحالف الغربي وتركيا والأموال الخليجية، إلا أن إرادة القتال عند شعبنا كله، الجيش والقوى الرديفة ومحور المقاومة، والقوى الحليفة ستكون لا ريب كفيلة بتحرير كل حبة تراب من ارضنا في الشام، وقد بدأت مؤشرات البدء بمعركة التحرير الكامل تظهر للعيان.
أما شعبنا في فلسطين فقد تمكن من فرض نوع من توازن الردع بالسلاح والتضحيات في غزة ورغم حرب التجويع والحصار والحرمان والقتل التي يمارسها الكيان الصهيوني المغتصب على شعبنا في فلسطين ورغم الاعتداءات والقصف والدمار في حربه الوحشية على غزة، فإن إرادة القوة وإرادة الحياة لا تزال تتفجر في شعبنا هناك، ولا نزال نرى الفصائل الفلسطينية تقاتل بفاعلية وشراسة مملوءة بروح الصراع وجزء منها رفقاؤنا في فلسطين الذين يقاتلون جنبا الى جنب مع كافة القوى الفلسطينية على الارض، ومسيرات العودة تتالى أسبوعيا هناك منذ أكثر من سنة، ورغم القتل والتنكيل والغدر والسجن، فإن الاصوات الرافضة للاحتلال ولصفقة القرن والمفاوضات لا تزال تعلو وتتكاثر مطالبة بكل أرض فلسطين، ولا تزال صواريخ المقاومة تدك قرى وبلدات ومدن الاحتلال".