أكد عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب هادي أبو الحسن "أننا لن نتعب مع القائد الوليد، ولن نيأس أبدا، إن طال الزمن والانتظار، فيوم الحساب آت حتما، لا ظالم سيبقى، ولا غدار، معه ننتظر، ولو مر دهر، لن يغفر أبدا شعب آذار، صبرا يا رفاقي صبرا، قادم يوم الانتصار".
وفي كلمة له خلال احتفال وكالة داخلية الجرد وفرع شارون في الحزب "التقدمي الاشتراكي"، بذكرى تأسيس الحزب، أوضح أبو الحسن أنه "نعم أيها الأخوة، أيها الرفاق، نسألكم الصبر، واعلموا أن بعد العسر يسرا، نسألكم الصبر فاصبروا، الفرج آت، وإن قسى الدهر، فلا تقلقوا، ولا تجزعوا، فدربنا قويم ونهجنا سليم، تاريخنا غني وحزبنا قوي، ما يجعلنا قادرين على التعامل والتكيف مع كل الظروف والمراحل والأحداث، بمسؤولية وطنية، وبجرأة استثنائية، وبشفافية كبيرة ومصداقية، فلا حسابات لدينا سوى مصالح المواطنين والمصلحة الوطنية وحفظ الوحدة الداخلية. من هنا نقارب اليوم، كافة الملفات المطروحة والاهتمامات اليومية، من دون مراعاة أو استثناءات، مما يجعلنا كحزب، في موقع التلاقي أحيانا، والتعارض أحيانا أخرى، مع بعض القوى والأحزاب ، وهذا أمر طبيعي، يجب ألا يؤدي إطلاقا إلى ما نشهده حاليا من مواقف، لدى هذا البعض، تقوم على قاعدة الفرز والتشكيك والتخوين ومحاولات التدجين، وعلى قاعدة إما معنا وإما ضدنا".
وأشار الى "أننا لسنا نحن من نخاطب بأسلوب كهذا، هذا أمر مرفوض، ولأصحابه مردود. فمن يحمل هذا التراث الوطني، ويمتلك ذلك البعد العربي والإنساني، ومن ناصر القضايا الوطنية والقومية وفي مقدمها القضية الفلسطينية، ومن فتح طريق المقاومة إلى بيروت العربية وإلى البلدات الجنوبية يرفض هذه الأساليب، من قدم الغالي والنفيس من أجل وحدة لبنان وسيادته وعروبته واستقلاله، هو دائما في الموقع المتقدم والرائد والحريص، في طرح كافة الهواجس والآراء والمواقف، على كافة المستويات وفي كل الاتجاهات".
ودعا أبو الحسن ليكون الجهد الأساسي "العمل على تحصين الساحة الداخلية، وتوفير شبكة أمان اجتماعية، وهذا ما استشرفناه في الحزب منذ زمن بعيد، منذ المؤتمر العام الأخير للحزب، حين أطلقنا البرنامج الرؤيوي تحت عنوان "نحو حقبة جديدة من النضال السياسي والاجتماعي"، الذي انبثقث عنه رؤية شاملة شكلت العناوين الانتخابية للحزب وللقاء الديمقراطي، لتترجم لاحقا، بالورقة الاقتصادية والمقترحات الإنقاذية، التي حددت مكامن الخلل وكيفية معالجتها، وحمت الطبقة العمالية والشعبية، من خلال رفض المس بحقوقها وبجيوبها".
وأشار الى "اننا اليوم ندعو الجميع إلى تبني تلك المقترحات كاملة، بعدما أخذ بجزء منها في مشروع الموازنة العامة، فلا مجال بعد اليوم لهدر الوقت، لا مجال بعد اليوم لتقاذف الاتهامات ولإضاعة الفرص وتفويت المبادرات، لا مجال بعد اليوم للمناكفات والبهلوانيات والمزايدات".
وأكد ان "كل ذلك يجري في حين أن الأزمة المالية والاقتصادية تستفحل أكثر، وأزمات المنطقة تشتد خطورتها، لتصبح أكبر وأخطر، مع ما يحاك من صفقات مشبوهة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، التي ستترك تداعيات خطيرة على الشعب الفلسطيني وعلينا كلبنانيين، وإن ما نشهده اليوم، ينذر بمستقبل قاتم، فيما الغيوم تتلبد في الأفق البعيد، وهذا يحتاج إلى التضامن وإلى توحيد النظرة الوطنية وتحصين الوحدة الداخلية، وتوفير قبة أمان سياسية، وهذا يتطلب أيضا، تعقلا ونقاشا موضوعيا هادئا وحوارا سياسيا منفتحا، وليس توترا وانفعالا واستفزازا، أو إرسال الرسائل المسمومة، من خلال بعض الأدوات الموتورة الصغيرة والحاقدة، التي لا قيمة لها، ولن تفيد أصحابها بشيء".
ولفت أبو الحسن الى أن "مقاربتنا المسؤولة لقضية النازحين السوريين وغيرها من المسائل الحساسة، تأتي ضمن حدود مسؤوليتنا الوطنية، ولن نسمح لأحد بأن يقيد حركتنا، أو أن يضع لنا حدودا في أي مجال، ولنا الحق أن نقول ما نشاء، وأن نعلن ما نشاء، وأن نصارح الناس، ونزيل أي التباس حول العديد من المسائل المطروحة، وهذا ليس مستغربا، بل المستغرب هو هذا الانفعال، وهذا التحريض من جوقة الشتامين التابعين المدفوعين".
وسأل: "ضد من تحرضون؟ ضد وليد جنبلاط؟ ضد هذا المارد الوطني، حامل إرث كمال جنبلاط السياسي، كمال جنبلاط الذي وقف عام 1970 على تلال الجنوب وجال من عيثرون إلى الخيام إلى مرجعيون، مطالبا بتعزيز صمود الأهالي وبناء المدارس وإقامة التحصينات والملاجئ، وحدد العدو ونبه من خطورة الأطماع الإسرائيلية؟ كمال جنبلاط الذي انطلقت المقاومة الوطنية من منزله في بيروت عام 1982، مع الرفيقين جورج حاوي ومحسن ابراهيم؟ كمال جنبلاط حليف جمال عبد الناصر ونصير القضية الفلسطينية وشهيدها؟".
وأكد أن "حماية لبنان مسؤوليتنا جميعا، فعودوا إلى المشترك في ما بيننا، ولنجمع على إيجاد أفضل الوسائل والاستراتيجيات لحماية وطننا. هذه مسؤوليتنا جميعا، ولا بد أن نصل إلى اللحظة التي تصبح فيها الدولة وحدها، صاحبة الأمرة والقدرة والقرار، عودوا إلى التلاقي عودوا إلى الحوار، ونحن سنبقى على ثوابتنا وعلى قناعاتنا، ولن تثنينا كل محاولات الإخضاع والتطويع والتركيع".