استقبل البطريرك والماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي وفدًا من قضاء جبيل برئاسة النائب زياد حواط ورئيس وأعضاء المجلس البلدي في مدينة جبيل لتقديم التعازي بالبطريرك الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير.
وأشار حوّاط إلى "أننا قدمنا التعازي للبطريرك الراعي بهذه الخسارة الوطنية الكبيرة كون هذا الصرح ليس فقط للمسيحيين وللموارنة، انما هو صرح لكل اللبنانيين في لبنان الكبير. فالبطريرك صفير اعاد للبنان مجده واستقلاله وسيادته، ونأمل مع سيدنا الراعي ان نكمل المسيرة ذاتها لانقاذ لبنان، وما احوجنا في هذا الزمن لرجالات كبيرة عملاقة تحمي لبنان وتحافظ على لبنان، فيبقى الهم الاول الوجود اللبناني التعايش اللبناني".
وأوضح "أننا جئنا وفدًا من جبيل للتأكيد أن جبيل كانت دائما في وجدان سيدنا صفير وفي قلبه وعقله ،وقد تعايشنا معه فترة طويلة في جبيل وكان رمزا للتعايش للالفة والتواصل بين كافة شرائح المجتمع الجبيلي، وبعدها على مساحة الوطن، وكان ايضا رمزا للتسامح. وما عاشه سيدنا صفير يجسد التسامح الحقيقي وسنعمل على الطريق نفسها والمسيرة ذاتها التي اطلقها، وبكركي ستبقى صرحا للتلاقي بين شرائح المجتمع كافة والمكونات اللبنانية ليبقى لبنان وطنًا سيدًا حرًا مستقلًا".
وشكر حواط رئيس بلدية جبيل لاطلاق اسم البطريرك صفير على احد اهم شوارع المدينة للتأكيد ان "جبيل دائمًا في عقل وقلب سيدنا، وهو كان وسوف يبقى في ضميرنا ووجداننا فردًا فردًا، أيًا تكن طائفتنا او تيارنا او مذهبنا".
ومن المعزين أيضًا عضو "تكتل الجمهورية القوية" النائب شوقي الدكاش على رأس وفد من العائلة"، ولفت إلى "أننا قدمنا التعازي مع وفد من العائلة لأننا نعتبر أن هذا المصاب الأليم يعنينا جميعا كلبنانيين وكسروانيين ولعائلتنا. البطريرك صفير يعني لنا جميعًا، وشخصيًا وكعائلة وكسروان وكوطن، وندعو بطول العمر للبطريرك الراعي ليكمل المسيرة، وادعو الجميع لللمشاركة بكثافة في استقيال جثمان البطريرك صفير وفي مراسم الجنازة، وذلك عربون وفاء له".
كما قدم التعازي وفد المجلس التنفيذي للرابطة المارونية برئاسة رئيس الرابطة النائب السايق نعمة الله ابي نصر.
وزار بكركي السفير الروسي الكسندر زاسبكين الذي قدم التعازي باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والدولة والشعب الروسي، موضحًا "أننا فقدنا العملاق الروحي والشخصية البارزة ونحن في روسيا نعرف جيدًا غبطة البطريرك صفير من عشرات السنين وكانت نشاطاته لا تتجزأ من تاريخ لبنان المعاصر، وكنا دائما نتابع حكمة هذه الشخصية البارزة، واليوم نحن في حزن. وفي هذه المناسبة الاليمة نتمنى للدولة والشعب اللبناني كل الخير والتوفيق والسيادة والاستقلال والرفاهية، كما كان يسعى اليها دائما غبطة البطريرك صفير".
ومن المعزين أيضًا وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصلتي، رئيسة اتحاد الغذاء الدولي في الولايات المتحدة الاميركية غرازييلا سيف وفاعليات سياسية وعسكرية ودينية ونقابية وديبلوماسية ورؤساء بلديات ومخاتير ووفود شعبية من مختلف المناطق اللبنانية
كما قدم رئيس بلدية الحازمية جان الاسمر واعضاء المجلس البلدي التعزية وقال على الاثر: "من كان للوطن أبا، لا يمكن أن يترك أبناءه وإن غاب بالجسد. مسيرتكم مدرسة، مواقفكم عزة وكرامة، صلابتكم انحنت لها الجبال، "نيافة الكاردينال، غبطة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، مثلث الرحمة"، كلها ألقاب زهدتم بها لأنكم تشبّثتم بالنور الإلهي، بالتواضع الذي يرفع، وبالحب الذي يغير المصائر"، مشيرًا إلى أن "قلتم ما قلتموه خلال مسيرتكم في هذه الفانية، فأنهيتم الحرب الأهلية، وكرّستم المصالحات، وحرّرتم الأرض، وصنعتم الإستقلال الثاني، وفي أوج الحاجة إليكم قرّرتم التحضير لأبديّتكم".
وشدّد على أن "لبنان حزين اليوم، والكنيسة المارونية في يتم، وإن كسبناكم شفيعا في الجنة، من قلب الحازمية، الى روحكم الطاهرة يا أبانا صفير، كلّ المحبة والتقدير. الخلود لذكراكم يا من أعطي لكم مجد لبنان، لأنّ تعاليمكم السامية ستتناقلها الأجيال وتفتخر بمروركم على هذه الأرض".