اعرب النائب السابق ايلي ماروني عن حزنه العميق جراء رحيل الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، وأكّد "أننا نتوجه بالتعزية الى كل اللبنانيين بوفاة الكاردينال صفير"، مشيرًا الى ان "قليلة هي المرات التي يدخل فيها شخص التاريخ قبل رحيله، وصفير هو صانع للتاريخ".
وأوضح أن "الكاردينال صفير استطاع ان يقود مقاومة سلمية ايام الاحتلال السوري، في ظل غياب القيادات المنفية الى الخارج من الرئيس امين الجميّل الى الرئيس عون وجعجع الذي كان داخل زنزانته"، مشيرًا الى ان "الشباب اللبناني كان من الضيوف الاسبوعيين لدى المخابرات السورية، فكان صفير الراعي لنا"، لافتًا الى ان "صفير حافظ على الصيغة اللبنانية وبالوقت نفسه على الشعلة اللبنانية، واعاد لبكركي الدور الذي كانت تلعبه عبر التاريخ".
وأكّد ماروني، في حديث تلفزيوني، أن "في الفترات المصيرية القيت المهمات على كاهل الكاردينال صفير"، شارحًا أن "اي عند حصول اي مشكل من اعتقال للشباب الى ازمات البلد، كنا نلجأ اليه للشكوى كما كنا نذهب لنقدم الافكار والتي كان يعالجها بدوره وبالرغم من الخلافات السياسية بين الاحزاب اللبنانية فان صفير كان لهم الجامع".
وعن اتفاق الطائف، لفت ماروني إلى انه لا يدافع عن الطائف بل انه يدعو الى تطوير كل الدساتير لان الدول تتطور، مشيرًا الى ان "الايام أنصفت صفير، لافتًَا الى ان "الفريق الذي عارض الطائف عاد ليسير به في كل الامور وصولا الى التسوية الرئاسية".
واشار ماروني الى ان "حتى هذه اللحظة اتفاق الطائف لم ينفذ ومنه الغاء الطائفية السياسية، لافتا الى ان في التسعينيات كان هناك اجماع مسيحي على مقاطعة الانتخابات وحتى اسلاميا نسبة المشاركة لم تتعد 13 بالمئة"، معتبرا ان "التيار الوطني عاد الى هذا الاسلوب بان عطل الانتخابات لمدة سنتين ونصف".
وراى ان "قتل اركان الطائف وسجنهم ادى الى الثورة والى النزول الى الساحات في 14 آذار 2005"، موضحًا "أننا لا ننكر شهداء احد، والتيار العوني وجد في 89 والحرب الاهلية بدأت قبل ذلك التاريخ ومن يزور متحف الاستقلال يجد الاف الاسماء التي سقطت دفاعا عن لبنان"، لافتا الى ان "معركة التحرير نفتخر بها".
وأضاف "أننا كنا ننام في الخيام انذاك في قصر بعبدا وكنا من المناصرين لسياسة عون"، مشيرًا الى ان "سامي الجميّل نصب اول خيمة في ساحة الشهداء وتعرضنا للضرب والتنكيل، فنحن كنا حركة اصلاحية، والكتائب كانت "القاعدة الكتائبية" التي طُوّرت واصبحت برئاسة الرئيس امين الجميّل، ونحن من قمنا بالقاعدة الاصلاحية الكتائبية"، مذكرًا بأن "اول تظاهرة انطلقت بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري انطلقت من مكتبه، والناس كانت تريد علما معارضا انذاك".
وعن الطعن بخطة الكهرباء أوضح ماروني أن "في كل دولة ديمقراطية ان لم يكن من معارضة يجب ان نخلق المعارضة لكونها تصوب الحكم، والمعارضة لا تكون لرئيس الجمهورية بل للحكومة، وبعد جلسة انتخاب الرئيس صعدنا الى بعبدا، وقلنا للرئيس عون له انه تماشيا مع سياسة الكتائب سنكون مع اي عمل جيد وسنعارض اي عمل غير مفيد للشعب"، مشددا على "اننا لسنا معارضين للرئيس عون فالرئيس آمين الجميّل ورئيس الكتائب النائب سامي الجميّل كانا اليوم في الافطار الرمضاني، وما نقول في الخفاء نقوله في العلن ونحن نصرخ ونقول نريد الخير للبلد، اما الطعون فهي تتم وفقا للقانون ، وما حصل بالكهرباء هو طعن بالثغرات القانونية".
واشار ماروني الى ان "اي طعن بحاجة الى 10 تواقيع، ومن وقع معنا على الطعن بخطة الكهرباء نختلف معه في السياسة"، مشددًا على ان "ليس كل التقاء يعني انه موجه ضد العهد".
وعن الموازنة قال: "ان ما يجري يدل على غياب الاستراتيجية المالية والاقتصادية وهذا من سيئات الحكومات الوحدة الوطنية".