بات محسوما ان رئيس بلدية بلاط اندريه القصيفي سيتقدم باستقالته من رئاسة البلدية في الأيام القليلة المقبلة، وذلك احتراما منه للاتفاق الذي أبرم في العام ٢٠١٦ بين ركني لائحة " بلاط الغد" اندريه القصيفي ورجل الأعمال عبده عتيق والذي قضى بتقاسم الولاية مناصفة بينهما. لكن على ما تقول مصادر مواكبة للوضع داخل البلدية، فإن العتيق شرع يضع العراقيل في وجه القصيفي، ومعاكسته والقوطبة عليه، متكئا على امكانياته المادية، واعتماده سياسة "الاوبن هاوس" مستقطبا بعض اعضاء البلدية بأساليب شتى، حتى أنه استطاع أن يخلق بلبلة داخل "التيار الوطني الحر" في بلاط، علما بأن القصيفي وعددا كبيرا من أفراد عائلته أقربائه المباشرين، هم اعضاء في هيئة البلدة، لأن احد أبرز المحسوبين على التيار في بلدية بلاط هو نسيب احد الذين تربطهم علاقة عمل مع العتيق. وستجد منسقية جبيل نفسها أمام مشكلة يتعين عليها حلها، قبل أن تتفاقم وتؤدي إلى اختلال في حالتها الحزبية، في بلدة يغلب عليها الطابع "العوني>"
المعلومات المتوافرة تقول ان اندريه القصيفي يحترم تعهداته، ولا يفكر للحظة واحدة بالانقلاب على الاتفاق لأن صدقية عائلته في الميزان، وأن كان احد افراد عائلته من اعضاء المجلس البلدي كان أشد عداء له من العتيق، وقام بدور حصان طروادة بهدف الإيحاء بأن اندريه القصيفي "مضروب" داخل عائلته. لكن المسألة لم تعد مسألة استقالة أو عدم استقالة، بل مسألة إعادة إحياء معمل معالجة النفايات في بلاط، بعدما استطاع رئيس البلدية اندريه القصيفي وقف إنجازه والعمل به، بتأييد من أهالي بلاط، وبشلّي، ومحصنا العريضة مرفوعة إلى السلطات المعنية مذيلة بما يقارب الألف توقيع، ترفض فيه رفضا قاطعا هذا المعمل الذي يشيد على أرض استأجرها العتيق من وقف ابرشية جبيل المارونية. ولن يطول الأمر حتى يعود التوتر إلى بلاط وجوارها، لأن المعطيات المتوافرة تشير إلى أن اول ما سيفعله العتيق لدى تسلمه رئاسة البلدية هو تعويم ما يطلق عليه الاهالي "معمل الموت" بدعم من قوى نافذة في المنطقة. ان الرئيس المقبل لبلدية بلاط يجيد قراءة الأمثال السائرة، ومنها "طعمي التم ، بتستحي العين" ويحاول تطبيقه خلال نصف الولاية المتبقية للبلدية .
في اي حال، فإن اندريه القصيفي لن يستقيل من عضويته في البلدية، بل سيمارس دوره وفق الأصول القانونية، ويقف بالمرصاد لكل محاولة لإفساد بيئة بلاط ومحيطها، وهو سيصدر كتيبا يتحدث فيه عن كل شؤون ولايته وشجونها، والعراقيل التي وضعت في طريقه، مؤكدا أن كل تضحية تهون في سبيل وحدة العائلة البلاطية، وهو ما لم تحترم المجموعة التي عارضته خلال رئاسته للبلدية.