أكّد وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي أن بلاده "تتابع قضية وصول مقاتلين أجانب إلى ليبيا قادمين من سوريا والعراق"، مشيرًا إلى أن "عدد هؤلاء المقاتلين الأجانب المتواجدين داخل ليبيا غير معروف حتى الآن"، مشددًا على "ضرورة وقف إطلاق النار في البلاد وعودة أطراف النزاع إلى طاولة الحوار".
وأوضح الجهيناوي أن بلاده "على تواصل مستمر مع جميع الجهات في ليبيا، ضمن مساعيها للتوصل إلى حل لوقف إطلاق النار.
يذكر أن المواجهات العنيفة التي تشهدها الضواحي الجنوبية لطرابلس بين قوات تابعة لحكومة الوفاق وأخرى تابعة للقيادة العامة بدأت منذ شهر، مخلفة 376 قتيلًا على الأقل و1822 مصابًا، بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية. فيما تقدر المنظمة الدولية للهجرة أعداد النازحين بنحو 38 ألفًا و900، مشيرة إلى أن أكثر المدنيين يفرون من منازلهم.
وكانت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، قد أعلنت إطلاق عملية للقضاء على ما وصفته بالإرهاب في العاصمة طرابلس، والتي تتواجد بها حكومة الوفاق المعترف بها دوليًا برئاسة فائز السراج، ودعا الأخير قواته لمواجهة تحركات قوات حفتر بالقوة، متهما إياه بالانقلاب على الاتفاق السياسي للعام 2015.
وتجدر الإشارة إلى أن منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 تشهد ليبيا، الدولة الغنية بالنفط، نزاعات داخلية مختلفة، لكن الهجوم الذي أطلقته قوات حفتر الخميس شكل تدهورا واضحا بين السلطتين المتنازعتين على الحكم.
وتتنازع على الحكم في ليبيا سلطتان هما: حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج التي شكلت في نهاية 2015 بموجب اتفاق رعته الأمم المتحدة وتتخذ من طرابلس مقرا لها، وسلطات في الشرق الليبي مدعومة من "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير خليفة حفتر.
وأدت المعارك الجارية لإعلان المبعوث الأممي إلى ليبيا تأجيل المؤتمر الوطني الليبي الذي كان مقررًا منتصف الشهر الجاري.