لا تهدأ "موجة" سجال بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية حتى تبدأ غيرها أشد ضراوة وسخونة من سابقتها، وخصوصاً في المناطق المسيحية التي يتقاسم فيها الطرفان "السيطرة الشعبية" والسياسية، وكذلك النفوذ البلدي والسياسي والنيابي والوزاري. ولعل الشمال وكسروان من اكثر المناطق التي تشهد سجالات بين المناصرين ولو عبر مواقع التواصل الاجتماعي و"منصات الاشتباك" الافتراضية على اعتبار ان الاشتباك على الارض بين المناصرين طويت صفحته بعد تفاهم معراب.
وآخر منصات الاشتباك بين الطرفين كانت ورقة وزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، والتي تضمنت نقاطاً وصفت بالاصلاحية وتضمنت تدابير اقتصادية محددة للحد من الهدر والفساد والتهرب الجمركي والضريبي. ورغم الترحيب بورقة باسيل على اعتبار انها جهد "مشكور" ، ترى فيها القوات اللبنانية وفق قيادي بارز فيها "مضيعة للوقت" و"لزوم ما لا يلزم" لان 90 في المئة من ورقة باسيل نوقش في الجلسات الحكومية الـ11، اما طرح باسيل لورقته في الجلسة الـ12 وبعد مناقشة بنود مشابهة لها يعد تضييعاً للوقت في حين نحتاج الى كل ساعة لنسّرع امر الموازنة. ويشير القيادي الى ان من الطبيعي ان نختلف مع باسيل والتيار الوطني الحر ومن الطبيعي ان نناقش وان نبدي رأينا وان نعترض على كل ما لا نراه صحيحاً او شفافاً او مناسباً. ويؤكد القيادي اننا نأخذ على باسيل والتيار الوطني الحر انه يريد نسب اليه كل الانجازات في الكهرباء والطاقة النفايات وفي كل شيء بينما يضع الآخرين في موقع المعرقل لمشاريعه ويعتبر كل من لا "يبصم" او يهز رأسه ايجاباً معرقلاً ومبدداً لانجازاته. في المقابل ايدنا خطة الكهرباء في عهد الوزير ندى بستاني لانها احسنت ادارة الملف وقدمت دراسة ناقشناها وعدلنا فيها واشاد الدكتور سمير جعجع بها وبالمشروع، بينما اختلفنا مع وزير الطاقة السابق سيزار ابي خليل على ملف الكهرباء بسبب سوء ادارته لملف الكهرباء كما اتفقنا مع الوزير فادي جريصاتي والذي يحسن اليوم ادارة ملف النفايات والامثلة كثيرة، وهذا يؤكد ان القوات تفتش عن المشروع ولا تلاحق الاشخاص فعندما يقدم مشروع مفيد للبلد سنؤيده.
ويشدد القيادي على ان العلاقة جيدة بين القوات والتيار، ولا يعني ان اي اختلاف او تباين او سجال نسفاً للتسوية الرئاسية او للتسوية السياسية التي نشارك بموجبها في الحكومة اليوم وبشكل وازن وفاعل وبما يليق مع تمثيل القوات النيابي الوازن ايضاً ، فبالامس شاركت القوات ورئيسها شخصياً في إفطار بعيدا الرئاسي وحرص الدكتور جعجع على التواجد للتأكيد على العلاقة الجيدة مع العهد ومع الرئيس ميشال عون وان موقع القوات هو داعم للعهد ومساند له. ولكن الحرص على العلاقة الجيدة لا يعني ان نبصم على كل شيء وان نكون حزباً واحداً مع التيار. ويشير القيادي الى ان القوات لا تسعى الى احلاف داخل الحكومة ولا تريد ان يكون هناك متاريس ايضاً فهي قد تتفق مع المستقبل والاشتراكي على بعض الملفات وقد تختلف معهما ايضاً على بعضها، رغم وجود تحالف سياسي ضمن توجهات 14 آذار السيادية وفي ملفات عدة كالسلاح والعلاقة مع سوريا وايران، فالتوافق والاختلاف مع اي مكون حكومي قد يكون على الملف وعلى القطعة من دون ان يكون هناك جبهات حكومية تعرقل الانتاجية وتفرمل البلد.
ويكشف القيادي ان ملف التعيينات الادارية سيكون على "النار" وهو في عهدة رئيس الجمهورية ليختار توقيته وليطرحه على الحكومة بعد انجازها الموازنة وتحويلها الى مجلس النواب لاقرارها، ويلفت الى ان الملف سيكون ساخناً بين التيار والقوات لوجود خلاف في مقاربته وفي كيفية انجاز التعيينات المسيحية خصوصاً.