لفت رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، إلى أنّ "القديسة ريتا تُدعى شفيعة الأمور الصعبة والمستحيلة، لأنّها آمنت بربّها يسوع المسيح الّذي قال لنا في إنجيله: "ابن الإنسان سيُسَلّم إلى الأشرار، فيقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم ويتغيّر كلّ شيء"، ينتصر على الموت وعلى العدو والبغض، وبلباس أبيض صاعد من القبر، ليوزّع على الدنيا حلاوة الحياة".
وشدّد في عظته خلال ترؤسه قداسًا في كنيسة القديسة ريتا- سن الفيل، لمناسبة عيد القديسة ريتا، على أنّ "الطريق إلى المجد والخلاص تمرّ بالصليب. لا شيء يأتينا من دون تضحية، ولا شيء يُبنى من دون عذاب. القديسة ريتا عاشت هذا الصليب وهذه القيامة الّتي هي قيامة المؤمنين بقوّة الرب".
ونوّه المطران مطر إلى أنّ "ريتا كانت امرأة مؤمنة تزوّجت رجلًا شريرًا، وأعطاها الرب وَلَدين. لكن بفعل الظروف والعيش في إيطاليا من دون شرطة على قاعدة الحقد وأخذ الثأر، مات زوجها قتلًا ومات ولداها، فأصبحت وحيدة في الدنيا، لا مُعيل لها ولا أهل في ذلك الزمن، وكأنّها ماتت"، مبيّنًا أنّ "الله ألهمها أن تذهب إلى الدير، وهناك تغيّر بالنسبة إليها كلّ شيء".
ورأى أنّ "البغض والحقد جبال في هذه الأيام. لا أحد يسمع لأحد، وفي حياتنا الخاصة أيضًا هناك جبال من الهموم والمتاعب. من يزيلها؟ الإيمان بالرب يسوع المسيح، وصورة ريتا أمامنا الّتي أزال الله كلّ الجبال من أمامها، فأصبحت قوّة للجميع، وباتت تساعد غيرها للخروج من أوضاعهم الصعبة".
وركّز على أنّ "القديسة ريتا ليست هي من تصنع الأعجوبة، بل الرب صنع بها الأعجوبة، وأصبحت شفيعة لكلّ إنسان يتعثّر بحياته، فهي تعثّرت قبل والله ساعدها وأصبحت قديسة القديسات"، مشيرًا إلى "أنّنا نسألها أن تزيل جبال الهموم، وأن نتوكّل على الله توكّلًا عظيمًا صحيحًا وأن نشعر أنّنا لسنا متروكين". كما لفت إلى "أنّنا نصلّي للقديسة ريتا لتزيل حواجز عدم التفاهم بين أهل لبنان والمسؤولين، وليقتربوا من بعضهم لبعض. يجب أن نصلّي على نيّة وضع السلام في القلوب".