اشارت صحيفة "الخليج" الاماراتية في افتتاحيتها الى أنه "يحسب لتيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا التي أعلنت استقالتها من زعامة حزب المحافظين وبالتالي من رئاسة الحكومة، أنها بذلت أقصى جهدها طوال وجودها لثلاث سنوات في (10 داوننج ستريت) خلفاً لديفيد كاميرون، لتأمين خروج آمن لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي"، لافتة الى أنه "يحسب لها أيضاً أنها فضلت الاستقالة على البقاء في منصب بات يشكل عبئاً أخلاقياً وسياسياً ونفسياً عليها، أسوة بسلفها كاميرون الذي آثر الاستقالة بعد الاستفتاء على "بريكست" بـ"نعم" في 23 تموز 2016 لأنه كان من مؤيدي البقاء في الاتحاد الأوروبي".
واضافت: "ربما ذرفت تيريزا ماي الدموع وهي تعلن استقالتها لأن حزب المحافظين الذي تتزعمه خذلها، ولأن الصراعات في داخله كانت على حساب مصلحة بريطانيا الوطنية"، معتيرة ان "هذه الاستقالة لم تكن مفاجئة لأحد، لأن ماي وصلت إلى طريق مسدود بعد ثلاث محاولات فاشلة في مجلس العموم للاتفاق على خروج آمن ومشرّف من الاتحاد، والاستقالة لن تخفف من الأزمة السياسية، ولن تحدث اختراقاً في تسهيل التوصل إلى تسوية بشأن "البريكست"، بل على العكس تماماً ستعمقها، حيث الصراع سوف يشتد داخل أجنحة حزب المحافظين حول من يتولى الزعامة بعد ماي، ومن يتولى قيادة سفينة "بريكست" في بحر هائج من الخلافات، فيما الأيام تلتهم الزمن المتبقي الممنوح للخروج من الاتحاد في تشرين الأول المقبل".
ولفتت الى أنه "ما إن أعلنت ماي عزمها على الاستقالة في السابع من الشهر المقبل حتى بدأ الصراع على خلافتها، وبدأت المنافسة حامية الوطيس التي تستمر لشهرين، ما يعني أنها ستواصل القيام بمهامها حتى يتم اختيار خلفها قبل 20 تموز المقبل"، مشيرة الى أنه "هناك مجموعة من الرهانات حول من يخلفها ولعل وزير الخارجية السابق بوريس جونسون هو الأقوى حظاً، لكن هناك أيضاً شخصيات مطروحة مثل وزير البيئة مايكل جوف ونائب رئيسة الوزراء ديفيد ليدنغتون ووزير الخارجية جيرمي هنت والمليونير جيكوب ريس موج"، معتبرة أنه "أياً كان خليفة تيريزا ماي فإنه سيواجه معضلة الانقسام إياه في مجلس العموم، واتحاد أوروبي لن يغير مواقفه من مسألة الخروج البريطاني، لذلك فإن خيار الحل الأكثر تشدداً سوف يؤدي إلى صدام مع الاتحاد الأوروبي، أو يؤدي إلى إجراء انتخابات مبكرة لا أحد يمكن أن يتكهن بنتائجها، خصوصاً أنها تلبي مطلباً يلح عليه زعيم حزب العمال جيرمي كوربين"، مشددة على أن "هناك احتمال ثالث ربما هو الأضعف، يقضي بإجراء استفتاء ثان على الخروج من الاتحاد الأوروبي، ما يعني تجدد الانقسام، لأن النتيجة، أكانت سلباً أو إيجاباً، ستكون متقاربة كما حال الاستفتاء الأخير"، مشيرة الى أن "بريطانيا أمام معادلة صعبة؛ ذلك أن معظم المرشحين لخلافة ماي هم من "الصقور" الذين لا يؤيدون خروجاً سلساً، في حين أن الاتحاد الأوروبي أعلن التمسك بموقفه بعدم إعادة التفاوض بشأن الانسحاب وسط دعوة كوربين لإجراء انتخابات مبكرة "كي يتمكن الناس من تقرير مستقبل البلاد"، لأن حزب المحافظين "فشل تماماً في مسألة الخروج من الاتحاد الأوروبي".